كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 26)

سمعت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، يقول: "إن أول الناس يُقضَى يوم القيامة عليه، رجل استُشهِد، فأُتِي به، فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: قاتلت فيك، حتى استُشهِدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه، حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم، وعلمه، وقرأ القرآن، فأُتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وَسَّع اللَّه عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأُتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل، تُحِبْ أن ينفق فيها، إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به، فسُحب على وجهه، ثم ألقي في النار". اللهم ارزقنا الإخلاص في الأعمال كلها، وطهر قلوبنا من الرياء والسمعة، وجميع ما ينافي العبودية برحمتك يا أرحم الراحمين، آمين. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
3109 - (أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ, عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ, عَنِ الْمَسْعُودِيِّ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ,, عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى, مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى, حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ, وَلاَ يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ, وَدُخَانُ نَارِ جَهَنَّمَ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، و"المسعوديّ": هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عتبة بن عبد اللَّه بن مسعود الكوفيّ، صدوق اختلط قبل موته، فمن سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط [7] 50/ 849.
والحديث صحيح، وقد سبق تمام الكلام فيه في الذي قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
3110 - (أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ, عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ, عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ: مُسْلِمٌ قَتَلَ كَافِرًا, ثُمَّ سَدَّدَ, وَقَارَبَ, وَلاَ يَجْتَمِعَانِ فِي جَوْفِ مُؤْمِنٍ, غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ, وَفَيْحُ جَهَنَّمَ, وَلاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ, الإِيمَانُ وَالْحَسَدُ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، و"عيسى ابن حمّاد": هو أبو موسى المصريّ المقّلب بزُغْبَة، ثقة [10] 135/ 211.
و"الليث": هو ابن سعد الإمام المصريّ الفقيه المجتهد. و"ابن عجلان": هو محمد

الصفحة 139