كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 26)

قال الحافظ: أخشى أن يكون شُرحبيل بن يزيد تصحيفًا من شَرَاحيل بن يزيد؛ لأنه أيضًا مَعَافريّ، ويروي عن عبد الرحمن بن رافع وغيره، ويروي عنه سعيد بن أبي أيوب وغيره، ومن الجائز أن يكون الحديث عندهما جميعًا، فأما شُرحبيل بن يزيد، فإن كان محفوظًا، فلا يُدرَى من هو؟ انتهى. وله في هذا الكتاب حديثان، هذا، وحديث رقم 3232 "إن الدنيا كلها متاع .. " الحديث.
5 - (أبو عبد الرحمن الحُبُليّ) عبد اللَّه بن يزيد المعافريّ المصريّ الثقة [3] 60/ 1303.
6 - (أبو أيوب الأنصاريّ) خالد بن زيد بن كُليب - رضي اللَّه تعالى عنه -، تقدم في 20/ 20. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فقد تفرد به المصنّف، وابن ماجه. (ومنها): أنه مسلسل بالمصريين غير شيخه، فمكّيّ. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ) عبد اللَّه بن يزيد المعافريّ (الْحُبُليّ) بضم الحاء المهملة، والباء الموحّدة، بعدها لام: نسبة إلى حي من اليمن من الأنصار، يقال لهم: بنو الْحُبُلَى. قاله في "اللباب" (¬1) (أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الأنْصَارِيَّ) - رضي اللَّه تعالى عنه - (يَقُولُ: قَالَ: رَسُولُ اللَّه- صلى اللَّه عليه وسلم -: "غَدْوَةٌ فِي سَبيلِ اللَّهِ، أَوْ رَوْحَةٌ خَيرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ") قال النوويّ -رحمه اللَّه تعالى-: "أو" هنا للتقسيم، لا للشكّ، ومعناه أن الغدوة، يحصل بها هذا الثواب العظيم، وكذا الروحة، والظاهر أنه لا يختصّ ذلك بالغدوّ والرواح من بلدته، بل يحصل هذا الثواب بكلّ غَدْوة، أو رَوْحة في طريقه إلى الغزو، وكذا غدوة، أو روحة في موضع القتال؛ لأن الجميع يسمّى غدوة، وروحةً في سبيل اللَّه. انتهى (¬2). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث أبي أيوب الأنصاريّ - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا أخرجه مسلم.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:
¬__________
(¬1) - "اللباب في تهذيب الأنساب" 1/ 337 - 338.
(¬2) - "شرح مسلم" 12/ 30.

الصفحة 155