كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 26)

يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «وَفْدُ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- ثَلاَثَةٌ: الْغَازِي, وَالْحَاجُّ, وَالْمُعْتَمِرُ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث صحيحٌ، وقد تقدّم سندًا ومتنًا في -4/ 2625 - وتقدّم شرحه، وتخريجه هناك، وللَّه الحمد والمنّة.
ورجال الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه "عيسى بن إبراهيم" المثروديّ الغافقيّ المصريّ، فقد تفرد به هو، وأبو داود، وهو ثقة، من صغار [10] 31/ 819.
و"مخرمة": هو ابن بُكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ المدنيّ.
وقوله: "وفد اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- ثلاثة" أي السائرون إلى اللَّه تعالى القادمون عليه من جملة المسافرين ثلاثة أصناف، شبه هؤلاء الثلاثة بالوفد الذين يَفِدون إلى الملوك والأمراء، فيُتحفون بالجوائز العظيمة، ويُكرمون بالعطايا الجسيمة، وللَّه المثل الأعلى، فيكرم هؤلاء بكرامة ليس بعدها كرامة، بجنات عدن، فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وفيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فهم الفائزون الفوزَ الأبديَّ، كما قال تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} الآية [آل عمران: 185]. اللَّهم اجعلنا من وفدك الموفّقين، الذين تكرمهم بجنّات النعيم، برحمتك يا أرحم الراحمين، آمين. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
...

14 - (بَابُ مَا تَكَفَّلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ)
3123 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ, وَالْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ, قِرَاءَةً عَلَيْهِ, وَأَنَا أَسْمَعُ, عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ, قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ, عَنْ أَبِي الزِّنَادِ, عَنِ الأَعْرَجِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «قَالَ: تَكَفَّلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ, لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ, وَتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ, بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ, أَوْ يَرُدَّهُ إِلَى مَسْكَنِهِ, الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ, مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ, أَوْ غَنِيمَةٍ»).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (محمد بن سلمة) بن أبي فاطمة المرادي الْجَمَلي المصريّ، ثقة ثبت [11] 19/ 20.

الصفحة 158