كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 26)

"الجهاد" 1906 (د) في "الجهاد" 2497 (ق) في "الجهاد" 2785 (أحمد) في "مسند المكثرين" 6541. واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
(منها): ما بوّب له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان ثواب السريّة التي تغزو، ولا تغنَم، وذلك أنه يعطى لها أجرها كاملاً، من غير أن يَنقص شيئًا. (ومنها): من غزا، وغنم له ثلث الأجر، وتكون الغنيمة مقابلة بثلثي الأجر. (ومنها): أن فيه رفعًا لهمة المجاهد عن أن يخطر في باله حصول شيء من الغنيمة، حيث إنه ينقص به أجره الأخرويّ، وأهمّ ما عند العاقل آخرته، كما قال تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 16 - 17]، وقال -عَزَّ وَجَلَّ-: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} الآية [النحل: 96]، وقال سبحانه وتعالى: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء: 77]. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
3127 - (أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنْ يُونُسَ, عَنِ الْحَسَنِ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ, عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فِيمَا يَحْكِيهِ عَنْ رَبِّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-, قَالَ: «أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي, خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ, ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي, ضَمِنْتُ لَهُ أَنْ أَرْجَعَهُ, إِنْ أَرْجَعْتُهُ بِمَا أَصَابَ مِنْ أَجْرٍ, أَوْ غَنِيمَةٍ, وَإِنْ قَبَضْتُهُ غَفَرْتُ لَهُ, وَرَحِمْتُهُ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه إبراهيم بن يعقوب الْجُوزجانيّ، فقد تفرد به هو وأبو داود، والترمذيّ، وهو ثقة حافظ [11] 122/ 174.
و"حجّاج": هو ابن المنهال الأنماطيّ، أبو محمد السلميّ مولاهم، البصريّ، ثقة فاضل [9] 19/ 901.
و"يونس": هو ابن عُبيد بن دينار العبديّ، أبو عُبيد البصريّ، ثقة ثبتٌ فاضلٌ ورعٌ [5] 88/ 109.
و"الحسن": هو البصريّ. واللَّه تعالى أعلم.
والحديث صحيح، وهو من أفراد المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا- 15/ 3927 - وفي "الكبرى" 12/ 4334. وأخرجه (أحمد) في "مسند المكثرين" 5941.
وقوله: "في سبيل اللَّه" فيه التفات، إذ الظاهر أن يقول: "في سبيلي".

الصفحة 170