كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 26)

"إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
...

17 - (مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-)
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قوله: "يعدل" بكسر الدال، من باب ضرب: أي يماثله، يقال: عَدَلتُ هذا بهذا عَدلاً، من باب ضَرَبَ: إذا جعلته مثله، قائمًا مَقَامه، قال اللَّه تعالى: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام:1]، وعِدْلُ الشيء بالكسر مثله من جنسه، أو مِقْدارِهِ، وبالفتح ما يقوم مقامه من غير جنسه، ومنه قوله تعالى: {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا} الآية [المائدة: 95]. أفاده الفيّوميّ. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
3129 - (أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ, قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حُصَيْنٍ, أَنَّ ذَكْوَانَ حَدَّثَهُ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ, قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ, يَعْدِلُ الْجِهَادَ, قَالَ: «لاَ أَجِدُهُ, هَلْ تَسْتَطِيعُ, إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ, تَدْخُلُ مَسْجِدًا, فَتَقُومُ لاَ تَفْتُرُ, وَتَصُومُ لاَ تُفْطِرُ؟» , قَالَ: مَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؟).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (عبيد اللَّه بن سعيد) أبو قُدَمة السرخسيّ، نزيل نيسابور، ثقة ثبت سني [10] 15/ 15.
2 - (عفّان) بن مسلم الصفّار البصريّ، ثقة ثبت، من كبار [10] 21/ 427.
[تنبيه]: وقع في النسخ المطبوعة من "المجتبى": "حماد" بدل "عفّان"، وهو غلط فاحش، والصواب ما هنا، وهو الذي في النسخة "الهندية"، و "تحفة الأشراف" 9/ 436. فتنبّه. واللَّه تعالى أعلم.
3 - (همّام) بن يحيى العَوْذيّ البصريّ، ثقة ربما وهم [7] 5/ 465.
4 - (محمد بن جُحَادة) -بضم الجيم، وتخفيف المهملة-: هو الأوديّ، أو الإياديّ الكوفيّ، ثقة [5] 48/ 1736.
5 - (أبو حَصِين) -بفتح الحاء، وكسر الصاد المهملتين-: هو عثمان بن عاصم بن

الصفحة 172