أصاب نُكْحها، وهو فرجها.
وفي "المحكم": النكاح: الْبُضْعُ، وذلك في نوع الإنسان خاصّة. واستعمله ثعلب في الذُّبَاب، نَكَحَها يَنكِحُها نَكْحًا -بالفتح-، ونِكاحًا -بالكسر-، وليس في الكلام (¬1) فَعَلَ يَفْعِلُ، مما لام الفعل منه حاء إلا يَنكِحُ، وَينْطِحُ، ويَمْنِحُ، ويَنْضِحُ، وَينْبحُ،
ويَرْجِحُ، ويَأْنِحُ، وَيَأْزحُ، ويَمْلِحُ القدر (¬2)، والاسم النُّكْح -بالضمّ-، والنِّكْحُ- بالكسر-، ونِكْحها -بكسر، فسكون-: الذي يتزوّجها، وهي نِكْحَته، وامرأةٌ ناكحٌ بغير هاء: ذات زوج، قال الشاعر [من الطويل]:
أَحَاطَتْ بِخُطَّابِ الأَيَامَى وَطُلِّقَتْ ... غَدَاةَ غَدٍ مِنْهُنَّ مَنْ كَانَ نَاكِحًا
وقد جاء في الشعر ناكحةٌ على الفعل، قال الطِّرِمَّاحُ [من المتقارب]:
وَمِثلُكَ نَاحَتْ عَلَيْهِ النِّسَا ... ءُ مِنْ بَيْنِ بِكْرٍ إِلَى نَاكِحِهْ
ويقوّيه قول الآخر [من الوافر]:
لَصَلْصَلَةُ اللِّجَامِ بِرَأْسِ طِرْفٍ ... أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنَّ تَنْكِحِنِي
قال ابن الأثير: ولا يقال: ناكح إلا إذا أرادوا بناء الاسم من الفعل، فيقال: نكحَتْ، فهي ناكحٌ، ومنه حديث سُبيعة: "ما أنت بناكح حتى تنقضي العدّة".
واستنكح في بني فلان تزوّج فيهم. وحكى الفارسيّ: استنكحها، كنكحها؛ وأنشد [من الطويل]:
وَهُمْ قَتَلُوا الطَّائِيَّ بِالْحِجْرِ عَنْوَةٌ ... أَبَا جَابِرِ وَاسْتَنْكَحُوا أُمَّ جَابِرٍ (¬3)
¬__________
(¬1) - قوله: "وليس في الكلام فعل يفعِلُ الخ" الحصر إضافيّ، وإلا فقد فاته يَنتِح، وينزِح، ويَصمِح، ويَجنِح، ويأمِح. ذكره في هامش "اللسان". 2/ 626.
(¬2) - قال العينيّ -رحمه اللَّه تعالى-: هذه الأفعال التي قالوا: إنها جاءت على يَفْعِلُ -بكسر العين- يعني في المضارع قد جاء منها بفتح العين أيضًا في المضارع، قال الجوهريّ: نَطَحه الكبشُ ينطِحه، وينطَحه -بكسر عين الفعل، وفتحها، ومنحه يَمنِحه، وَيَمْنَحه، من المنح، وهو العطاء. ويقال: نضحت القربة تنضَحُ بالفتح- قاله الجوهريّ، ونبح الكلبُ ينبَحُ -بالفتح- وينبحُ -بالكسر- نبحًا، ونَبِيحًا، ونُبَاحًا، ويباحًا -بالضمّ والكسر-. ورَجَح الميزانُ يَرجِحُ- بالكسر والفتح-، ويرجُحُ-بالضمّ- ويقال: أنحَ الرجلُ يأنِحُ -بالكسر- أنحًا، وأنيحًا، وأُنوحًا: إذا ضجر من ثقل يجده من مرض، أو بُهْر كأنه يتنحْنَحُ، ولا يبين. وأزح الرجلُ يأرحُ أزْحًا بالزاي: إذا تَقَبَّضَ. ومَلَحْتُ القدرَ أَمْلِحها -بالفتح والكسر مَلْحًا -بالفتح-: إذا طرحتَ فيها من الملح بِقَدَرٍ وتقول: أملحتُ القدرَ: إذا أكثرت فيها الملح حتى فسدت، وفي "التوضيح": وللنكاح عدّة أسماء جمعها أبو القاسم اللغويّ، فبلغت ألف اسم وأربعين اسمًا انتهى "عمدة القاري" ببعض تصرّف 16/ 251.
(¬3) - راجع "لسان العرب" في مادة نكح. و"عمدة القاري" 16/ 251