كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 26)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وكلهم تقدّموا غير مرّة. و"سفيان": هو الثوريّ. و"حبيب": هو ابن أبي ثابت. و"عطاء": هو ابن أبي رباح.
والحديث صحيح، ولا يضرّه عنعنة حبيب بن أبي ثابت، وإن وُصف بالتدليس؛ لتعدد طرقه، كما مرّ في الحديث الماضي، فيتقوّى بها. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".
...

223 - (الرُّخْصَةُ فِي ذَلِكَ للِنِّسَاءِ)
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الظاهر أن المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- يرى أن النهي الوارد في حديث ابن عبّاس - رضي اللَّه تعالى عنهما - الماضي من الرمي قبل طلوع الشمس خاصّ بغير النساء؛ لحديث عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - المذكور في الباب، لكن قدمتُ أن الأولى الجمع بين الحديثين بحمل النهي على الاستحباب. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
3067 - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيُّ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ, قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ, عَنْ خَالَتِهَا عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - أَمَرَ إِحْدَى نِسَائِهِ, أَنْ تَنْفِرَ مِنْ جَمْعٍ, لَيْلَةَ جَمْعٍ فَتَأْتِىَ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ, فَتَرْمِيَهَا, وَتُصْبِحَ فِي مَنْزِلِهَا, وَكَانَ عَطَاءٌ يَفْعَلُهُ حَتَّى مَاتَ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (عمرو بن عليّ) الفلّاس الصيرفيّ البصريّ، ثقة ثبت [10] 2/ 2.
2 - (عبد الأعلى بن عبد الأعلى) الساميّ، أبو محمد البصريّ، ثقة [8] 20/ 386.
3 - (عبد اللَّه بن عبد الرحمن) بن يعلى بن كعب الطائفيّ، أبو يعلى الثقفيّ، صدوق يخطىء، ويَهِم [7].
قال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: صالح. وقال أبو حاتم: ليس بِقويّ، لين

الصفحة 46