كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 26)

يَزِيدُ, قَالَ: أَنْبَأَنَا (¬1) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنْ حُمَيْدٍ (¬2) , عَنْ أَنَسٍ, عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ, وَأَيْدِيكُمْ, وَأَلْسِنَتِكُمْ»).
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (هارون بن عبد اللَّه) أبو موسى الحمّال البغداديّ، ثقة [10] 50/ 62.
2 - (محمد بن إسماعيل) بن إبراهيم المعروف أبوه بـ "ابن عليّة" الدمشقيّ قاضيها، ثقة [11] 22/ 489.
3 - (يزيد) بن هارون، أبو خالد الواسطيّ، ثقن متقنٌ عابد [9] 153/ 244.
4 - (حماد بن سلمة) بن دينار، أبو سلمة البصري، ثقة عابد [8] 181/ 288.
5 - (حُميد) بن أبي حميد المعروف بـ"الطويل"، أبو عبيدة البصري، ثقة مدلس [5] 87/ 108.
6 - (أنس مالك) - رضي اللَّه تعالى عنه - 6/ 6. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هدا الإسناد:
منها: أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه الثاني، فإنه من أفراده. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين غير شيخيه، فالأول بغدادي، والثاني دمشقي، ويزيد، فواسطي. (ومنها): أن فيه أنسًا - رضي اللَّه عنه - من المكثرين السبعة، روى (2286) حديثًا، وهو آخر من مات من الصحابة بالبصرة، مات سنة (2) (93)، وهو من المعمّرين، فقد جاوز عمرة مائة سنة. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ أَنْسٍ) - رضي اللَّه تعالى عنه - (عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -) أنه (قَالَ: " جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ) أي قاتلوهم، وهو بظاهره يشمل الحرم، والأشهر الحرم، والبدء بالقتال. قال ابن الهمام: وقتال الكفّار الذين لم يُسلموا، وهم من مشركي العرب، أو لم يسلموا، ولم يُعطوا الجزية من غيرهم واجبٌ، وإن لم يبدءونا؛ لأن الأدلة الموجبة له لم تقيّد الوجوب ببدئهم؛ خلافًا لما نُقل عن الثوريّ، والزمان الخاصّ، كالأشهر الحرم، وغيرها سواءٌ؛ خلافًا لعطاء، ولقد استبعد ما عن الثوريّ، وتمسكه بقوله تعالى: {فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ} الآية [البقرة: 191]، فإنه لا يخفى عليه نسخه، وصريح قوله - صلى اللَّه عليه وسلم - في "الصحيحين": "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا اللَّه" الحديث، يوجب ابتداءهم بأدنى
¬__________
(¬1) - وفي نسخة: "أخبرنا".
(¬2) - وفي نسخة: "عن حميد".

الصفحة 98