كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 27)

على أشعث (¬1)، وهو ضعيف، كما عرفت، وأحدها من طريق ابن إسحاق، وهو مدلّسٌ، ولو صرّح بالتحديث فليس بحجة عند المخالفة.
ويؤيّد صحّة الحديث أن له طريقًا أخرى، وشاهدًا. أما الطريق فيرويه أبو الجهم، عن البراء بن عازب، قال: "بينما أنا أطوف على إبل لي قد ضلّت، إذ أقبل ركبٌ، أو فوارس، معهم لواء، فجعل الأعراب يُطيفون بي لمنزلتي من النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، إذ أتوا قُبّةً، فاستخرجوا منها رجلًا، فضربوا عنقه، فسألت عنه، فذكروا أنه أعرس بامرأة أبيه". أخرجه أبو داود (4456)، والنسائيّ في "الكبرى" (5490) والطحاويّ 2/ 85، والدارقطنيّ 371 والحاكم، وعنهما البيهقيّ، وعن غيرهما 8/ 208 وأحمد 4/ 295 من طريق مطرف بن طَرِيف الحارثيّ، ثنا أبو الجهم عنه.
قال: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رجال الشيخين، غير أبي الجهم، واسمه سليمان بن جهم بن أبي الجهم الأنصاريّ، مولى البراء، وهو ثقة.
وأما الشاهد، فيرويه معاوية بن قُرَّة المزنيّ، عن أبيه، قال: بعثني رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - إلى رجل تزوّج امرأة أبيه أن أضرب عنقه، وأصفّي ماله". أخرجه ابن ماجه (2608): حدثنا محمد بن عبد الرحمن ابن أخي الحسين الجعفيّ، ثنا يوسف بن منازل التميميّ، ثنا عبد اللَّه بن إدريس، عن خالد بن أبي كريمة، عن معاوية بن قُرَّة به.
قال البوصيريّ في "الزوائد": هذا إسناد صحيح. رواه النسائيّ في "كتاب الرجم"
عن العباس بن محمد، عن يوسف بن منازل به. ورواه الدارقطنيّ في "سننه" من طريق معاوية بن قُرَّة أيضًا، ورواه الحاكم في "المستدرك" من طريق محمد بن إسحاق الصنعانيّ، عن يوسف بن منازل، فذكره، ورواه البيهقيّ في "الكبرى" عن الحاكم بالإسناد والمتن. ورواه البيهقيّ (8/ 208) من طريق أخرى غير الحاكم، والطحاويّ (2/ 86) عن يوسف به انتهى (¬2).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قد تبيّن بما ذُكر أن حديث الباب صحيح، والاضطراب الذي ذُكر غير موجب لضعفه؛ لأن الاضطراب لا يؤثّر مع إمكان الجمع، وقد تحقّق -بحمد اللَّه- كما عرفت. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
¬__________
= عن أشعث، عن عديّ، عن يزيد بن البراء، عن أبيه. وروي عن أشعث، عن عديّ، عن يزيد ابن البراء، عن خاله، عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -. انتهى.
(¬1) هو ابن سوّار.
(¬2) "إرواء الغليل" 8/ 18 - 22.

الصفحة 374