كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 27)

7 - (تَزَوُّجُ الْمَرْأَةِ مِثْلَهَا فِي السِّنِّ)
3222 - (أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى, عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ, عَنْ أَبِيهِ, قَالَ: خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ, وَعُمَرُ - رضي اللَّه عنهما - فَاطِمَةَ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «إِنَّهَا صَغِيرَةٌ» , فَخَطَبَهَا عَلِيٌّ, فَزَوَّجَهَا مِنْهُ).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (الحسين بن حريث) أبو عمّار الخزاعيّ مولاهم، المروزيّ، ثقة [10] 44/ 52.
2 - (الفضل بن موسى) أبو عبد اللَّه السِّينَانيّ المروزيّ، ثقة ثبتٌ، ربما أغرب، من كبار [9] 83/ 100.
3 - (الحسين بن واقد) أبو عمد اللَّه المروزيّ القاضي، ثقة له أوهام [7] 5/ 463.
4 - (عبد اللَّه بن بريدة) بن الحصيب الأسلميّ المروزيّ القاضي، مات سنة (105) وقيل: بل سنة (115) وله مائة سنة، ثقة [3] 25/ 393.
5 - (أبوه) بريدة بن الحصيب -بمهمليتين، مصغّرًا- الأسلميّ الصحابيّ، أسلم - رضي اللَّه تعالى عنه - قبل بدر، ومات سنة (63)، وتقدم في 101/ 133. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمراوزة. (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ) الأسلمي القاضي (عَنْ أَبِيهِ) بريدة بن الْحُصيب - رضي اللَّه تعالى عنه -، أنه (قَالَ: خَطَبَ) من باب قتل (أَبُو بَكْرٍ) الصدّيق (وَعُمَرُ) بن الخطّاب (- رضي اللَّه عنهما - فَاطِمَةَ) بنت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، أي طلبا أن يتزوّجاها، يقال: خطب المرأةَ إلى القوم، من باب قتل: إذا طلب أن يتزوّج منهم، واختطبها، والاسم الْخِطْبة -بالكسر-، فهو خاطبٌ، وخَطَابٌ مبالغةٌ. قاله في "المصباح" (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "إِنَّهَا صَغِيرَةٌ) أي وكلّ منكما لا يوافقها في السنّ، والمقصود من النكاح دوام الألفة، وبقاء العشرة، فإذا كان أحد الزوجين في غير سنّ الآخر لم يحصل الغرض كاملاً، فربّما أدّى إلى

الصفحة 57