كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 28)

"سعد"، ومضافًا إليه "يوم"، ويحتمل أن يكون بصيغة الفعل الماضي المضعّف المبنيّ للمفعول، و"سعدٌ"، نائب فاعله، و"يوم" مضاف إلى الجملة الفعليّة.
وقوله: "أثبت" بالبناء للفاعل، من الإنبات، والمراد أن شعر عانته لم يَنبُتْ وقوله: "فاستُبقيت" بالبناء للمفعول، أي تُرِكتُ، ولم أُقتَل. وقوله: "ها أنا ذا" "ها" هي حرف تنبيه دخلت على الضمير. وقوله: "بين أظهركم": أي بينكم، فـ"أظهر" مقحَمٌ، وهو جمع ظهر. والحديث صحيح، وقد سبق تمام البحث عنه في الذي قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
3458 - (أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ, قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, عَرَضَهُ يَوْمَ أُحُدٍ, وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً, فَلَمْ يُجِزْهُ, وَعَرَضَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ, وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً, فَأَجَازَهُ").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (عبيد اللَّه بن سعيد) بن يحيى اليشكريّ، أبو قُدَامة السَّرَخْسيّ، نزيل نيسابور، ثقة مأمون، سنّيّ [10] 15/ 15.
2 - (يحيى) بن سعيد بن فَرُّوخ التميميّ، أبو سعيد القطّان المصريّ، ثقة متقنٌ حافظٌ، إمام، قدوة، من كبار [9] 4/ 4.
3 - (عبيد اللَّه) بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمريّ، أبو عثمان المدنيّ الفقيه، ثقة ثبت [5] 15/ 15.
4 - (نافع) العدويّ، مولى ابن عمر، أبو عبد اللَّه المدنيّ الفقيه، ثقة ثبت [3] 12/ 12.
5 - (ابن عمر) بن الخطاب - رضي اللَّه تعالى عنهما - 12/ 12. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، فسرخسي، ثم نيسابوريّ، ويحيى، فبصريّ. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ. (ومنها): أن عبيد اللَّه من أثبت الناس في نافع، والقاسم بن محمد، بل قدّمه أحمد بن صالح على مالك في نافع، وقدمه ابن معين في القاسم عن عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - على الزهريّ عن عروة عنها، وأنَّ نافعًا من أثبت الناس في ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما -، بل قدّمه بعضهم على سالم فيه. (ومنها): أن فيه ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - من العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة، روى (2630) حديثًا. واللَّه تعالى أعلم.

الصفحة 345