كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 34)
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين، غير شيخه، فبغلانيّ، وأبي صالح، فمدنيّ. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ: حبيب عن أبي صالح، وهو منْ رواية الأقران. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَبِى صَالِحٍ) ذكوان السمّان، الزيّات (أَنَّ رَجُلاً) لم أر منْ سماه (مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَخْبَرَهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لاَ نَجِدُ) وفي نسخة: "إني لا أجد" (الصَّيْحَانِيَّ) -بفتح الصاد المهملة، وسكون المثنّاة التحتانيّة-: نوعٌ منْ التمر، قَالَ الفيّوميّ: الصَّيْحانيّ: تمر معروفٌ بالمدينة، ويقال: كَانَ كَبْشٌ اسمه صَيْحَان، شُدّ بنخلة، فنُسبت إليه، وقيل: صَيْحانيّة. قاله ابن فارس، والأزهريّ. وَقَالَ المجد فِي "القاموس": والصَّيْحانيّ: منْ تمر المدينة، نُسب إلى صَيْحَان، لكبش كَانَ يُربط إليها، أو اسم الكبش الصَّيَّاح، وهو منْ تغيير النسب، كصَنْعَانيّ. انتهى. وَقَالَ فِي "اللسان": الصّيْحانيّ: ضرب منْ تمر المدينة، قَالَ الأزهريّ: الصيحانيّ: ضرب منْ التمر أسود صُلْبُ الْمَمْضَغَة، وسُمّي صحانيّا؛ لأن صَيْحان اسم كبش، كَانَ يُربط إلى نخلة بالمدينة، فأثمرت تمرًا، فنُسب إلى صيحان. انتهى.
(وَلاَ الْعِذْقَ) قَالَ الفيّوميّ: العِذق -بكسر، فسكون-: الْكِبَاسة، وهو جامع الشماريخ، والجمع أَعْذاقٌ، مثلُ حِمْل وأحمال، والْعَذْق -بفتح، فسكون-، مثال فلس: النخلة نفسها، ويُطلق العَذْقُ عَلَى أنواع منْ التمر، ومنه عَذْق ابن الْحُبَيق، وعَذْق ابن طاب، وعَذق ابن زيد. قاله أبو حاتم. انتهى.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: الظاهر أنَّ الْعَذْقَ هنا بفتح فسكون، وأنه أراد به نوعًا خاصًّا منْ التمر، كما فِي الصَّيْحَانيّ. والله تعالى أعلم.
(بِجَمْعِ التَّمْرِ) أي بتمر مختلط منْ أنواع متفرّقة، وليس موغوبًا فيه، ولا يكون غالبًا إلا رديئًا. وَقَالَ الفيّوميّ: الجمع: الدّقَلُ؛ لأنه يُجمع، ويُخلط، ثم غلب عَلَى التمر الرديء، وأُطلق عَلَى كل لون منْ النخل، لا يُعرف اسمه. انتهى.
(حَتَّى نَزِيدَهُمْ) أي ندفع لأصحاب الصيحانيّ، والعذق أكثر مما نأخذ منهم (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "بِعْهُ) أي الجمع (بِالْوَرِقِ) بفتح، فكسر، أو بفتح، فسكون: الفضّة، قَالَ الفيّوميّ: الورق بكسر الراء، والإسكان للتخفيف: النُّقْرة المضروبة، ومنهم منْ يقول: النقرة مضروبة كانت، أو غير مضروبة، قَالَ الفاربيّ: الورق: المال، منْ
الصفحة 317
389