كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 34)
سَعِيدٍ، قَالَ: أَتَى بِلاَلٌ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، بِتَمْرٍ بَرْنِيٍّ، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟، قَالَ: اشْتَرَيْتُهُ صَاعًا بِصَاعَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَوِّهْ عَيْنُ الرِّبَا، لاَ تَقْرَبْهُ").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هَذَا الإسناد هو الإسناد الماضي، غير:
1 - (عُقبة بن عبد الغافر) الأزديّ الْعَوْذِيّ، أبو نَهّار البصريّ، ثقة [4]، قديم الموت.
وفي "تهذيب التهذيب" 3/ 125: روى عن أبي سعيد، وعبد الله بن مغفل، وأبي أمامة، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وعنه يحيى بن أبى كثير، وقتادة، ويحيى بن أبي إسحاق الحضرميّ، وسليمان التيمي، وابن عون، وغيرهم. قَالَ العجليّ، والنسائي: ثقة. وذكره ابن حبّان فِي "الثقات". وذكر ابن أبي حاتم فِي "المراسيل": أنه أرسل عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- شيئا. قَالَ البزار: كَانَ منْ أجلة أهل البصرة. وحكى ابن سعد، عن ثابت البناني، قَالَ: ما كَانَ أحد منْ النَّاس، أحبّ إلي أن ألقى الله فِي مِسْلاخه منْ عقبة ابن عبد الغافر، فلما وقعت الفتنة أتيناه، فَقَالَ: ما أعرفكم.
وَقَالَ خليفة: قُتل يوم الزاوية سنة (82). وَقَالَ أحمد بن يحيى بن سعيد: قُتل فِي الجماجم سنة (83). روى له البخاريّ، ومسلم، والمصنّف، وله عنده هَذَا الْحَدِيث فقط. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
عن عقبة بن عبد الغافر رحمه الله تعالى أنه (قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ) الخدريّ -رضي الله عنه- (قَالَ: أَتَى) بالبناء للفاعل، والفاعل قوله (بِلَالٌ) هو ابن رَبَاح، مؤذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو ابن حَمَامة، وهي أمه، أبو عبد الله، مولى أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه-، منْ السابقين الأولين، شهد بدرًا، والمشاهد كلها، مات -رضي الله عنه- بالشام سنة (7) أو (8) أو (20)، وله بضع وستّون سنةً (رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) بالنصب عَلَى المفعوليّة لـ"أتى" (بتَمْرٍ بَرْنِيٍّ) بفتح الموحّدة، وسكون الراء، بعدها نون، ثم تحتانيّة مشدّدة: ضرب منْ التمر معروف، قيل له: ذلك؛ لأن كلّ تمرة تشبه البرنيّة (¬1)، وَقَدْ وَقَدْ وقع عند أحمد، مرفوعًا: "خير تمراتكم الْبَرْنيّ، يُذهب الداء، ولا داء فيه". قاله فِي "الفتح" (فَقَالَ) -رضي الله عنه- (مَا هَذَا؟) وفي رواية البخاريّ: "منْ أين هَذَا؟ " (قَالَ) بلال -رضي الله عنه- (اشْتَرَيْتُهُ صَاعًا بِصَاعَيْنِ) وفي رواية البخاريّ: "كَانَ عندي تمرٌ رديء، فبعت منه صاعين بصاع، لنُطعِم النبيّ -صلى الله عليه وسلم-"، ولمسلم: "لمَطعم النبيّ -صلى الله عليه وسلم-" (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَوَّهْ عَيْنُ الرَّبَا) وفي رواية البخاريّ: "أَوّه، أوّه عين الربا، عين الربا" مكرّرًا. ومراده بعين الربا أن هَذَا العقد هو
¬__________
(¬1) فِي "القاموس": الْبَرْنِيَّةُ: إِنَاءٌ منْ خَزَفٍ، والدَّيكُ الصغير أول ما يُدْرِك. انتهى.
الصفحة 329
389