كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 34)
مولاهم، أبو الفضل الكوفيّ، ثقة، منْ كبار [7].
قَالَ أحمد، وابن معين: ثقة. وذكره ابن حبّان فِي "الثقات". ووثقه محمد بن عبد الله بن عمّار، ويعقوب بن سفيان. وَقَالَ أبو بكر بن أبي خيثمة: حدثنا أبي، حدّثنا ابن فُضيل، عن أبيه، قَالَ: كنّا نجلس أنا وابن شُبْرُمة، والقعقاع بن يزيد، والحارث العكليّ، نتذاكر الفقه، فربّما لم نقُم حَتَّى نسمع النداء لصلاة الفجر. وذكر الخالديّ الشاعر أنه قتل فِي أيام المنصور. روى له الجماعة، وله عند المصنّف فِي هَذَا الكتاب ثلاثة أحاديث، هَذَا الْحَدِيث، وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الآتي فِي 46/ 4571 "الذهب بالذهب وزنا بوزن" الْحَدِيث. وحديث ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما الآتي فِي 48/ 4870 "لا يزني العبد حين يزني، وهو مؤمن" الْحَدِيث.
4 - (أبو زرعة) هَرِم بن عمرو بن جرير، وقيل فِي اسمه غير هَذَا البجليّ الكوفيّ، ثقة [3] 43/ 50.
5 - (أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه 1/ 1. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين، غير الصحابيّ، فمدنيّ. (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه، وفيه راويان اشتهرا بالكنية: أبو زرعة، وأبو هريرة -رضي الله عنه-. وفيه أبو هريرة -رضي الله عنه- أكثر منْ روى الْحَدِيث فِي دهره، روى (5374) حديثاً. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه- أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "وَالحِنْطَةُ بِالْحِنْطَةِ) بكسر الحاء المهملة، وسكون النون-: هو والقَمْح -بفتح فسكون- والبرّ والطعام ألفاظ مترادفة (وَالشَّعِيرُ بالشَّعِيرِ) بفتح الشين المعجمة، وتكسر، وكسر العين المهملة: حبّ معروف، قَالَ الزجّاج: وأهل نجد تؤنّثه، وغيرهم يذكّره، فيقال: هي الشعير، وهو الشعير. انتهى (وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ) بكسر، فسكون، يذكّر ويؤنّث، قَالَ الصغانيّ: والتأنيث أكثر، واقتصر الزمخشريّ عليه، وَقَالَ ابن الأنباريّ: الملح مؤنّثة، وتصغيرها مُليحة، والجمع ملاحٌ بالكسر، مثلُ بئرٍ وبئار انتهى (يَدًا بِيَدٍ) أي ومثلاً بمثل، ولذلك فرّع عليه قوله: "فمن زاد الخ"، وهذا التفريع لا يظهر إلا بملاحظة "مثلاً بمثل"، ففي الْحَدِيث اختصار، ويحتمل أن يكون منْ باب صنعة الاحتباك، وهو الحذف منْ الأول
الصفحة 350
389