كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 34)

ساداتكم -يعني مسلم بن يسار-. وعن ابن سلام، قَالَ: كَانَ مسلم مفتي أهل البصرة قبل الحسن. وعن حميد بن هلال، قَالَ: كَانَ مسلم إذا قام يصلي، كأنه نورٌ مُلْقًى. وعن ابن عون، قَالَ: كَانَ مسلم بن يسار، إذا كَانَ فِي غير صلاة، كأنه كَانَ فِي صلاة، وإذا كَانَ فِي صلاة، كأنه وتد لا يتحرك شيء منه. روى له المصنّف، وأبو داود، وابن ماجه، وله عند المصنّف فِي هَذَا الكتاب حديث عبادة هَذَا كرّره أربع مرَّات (¬1).
6 - (عبد الله بن عتيك) ويقال: ابن عتيق بالقاف، ويقال: ابن عُبيد بالتصغير، وهو الأرجح، ويُدعى ابن هُرْمز، مقبول [3].
رَوَى عن معاوية، وعبادة بن الصامت، وعنه محمد بن سيرين، ذكره ابن حبّان فِي "الثقات"، رَوى له النسائيّ، وابن ماجه حديثا واحدا، فِي بيع الذهب بالذهب. يعني حديث الباب، وكرّره المصنّف ثلاث مرَّات.
وذكر ابن عساكر فِي رواية ابن علية، وبشر بن المفضل، عبد الله بن عبيد، وفي رواية يزيد بن زريع عبد الله بن عتيك انتهى. والصواب ابن عبيد، وبذلك جزم المزّيّ فِي "الأطراف" تبعاً لابن عساكر، فَقَالَ: رواية ابن زريع وَهَمٌ، وقفت عَلَى قبره، وعليه بلاطة، فيها اسمه ونسبه، وليس فيها تاريخ وفاته، وهكذا ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن أبي خيثمة، ويعقوب بن سفيان، وابن حبّان، وهكذا وقع فِي "السنن الكبرى" رواية ابن الأحمر، عن النسائيّ فِي جميع طرقه.
7 - (عبادة بن الصامت) بن قيس الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو الوليد المدنيّ، أحد النقباء البدريّ، مات -رضي الله عنه- بالرملة سنة (34) وله (72) سنة، وقيل: عاش إلى خلافة معاوية -رضي الله عنه-، تقدم فِي 6/ 411. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات غير عبد الله بن عتيك، وَقَدْ وثقه ابن حبّان. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّين. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ مُسْلِم بْنِ يَسَارٍ، وَعَبدِ اللهِ بْنِ عَتِيكٍ) تقدّم آنفًا أن قوله: "ابن عتيك" فِي هذه الرواية وَهَمٌ، والصواب أنه ابن عُبيد، كما يأتي فِي رواية ابن عليّة، وبشر بن المفضّل، وكما هو فِي جميع طرق "الكبرى" (قَالَا: جَمَعَ الْمَنْزِلُ) بالرفع فاعل "جمع": يعني أنهما
¬__________
(¬1) راجع "تهذيب التهذيب" 4/ 73 - 74.

الصفحة 354