كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 34)

وَاللَّفْظُ لِمُحَمَّدٍ، لَمْ يَذْكُرْ يَعْقُوبُ: "وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قوله: "ويعقوب بن إبراهيم" هكذا وقع فِي جميع نسخ "المجتبى"، وهو غلط، والصواب: "إبراهيم بن يعقوب"، وهو الْجُوزجانيّ الحافظ الثبت، نبّه عَلَى هَذَا الحافظ المزّيّ رحمه الله تعالى فِي "تحفة الأشراف" 4/ 250، ونصّه: وقع فِي رواية أبي بكر ابن السُّنّيّ، عن النسائيّ، عن محمد بن المثنّى، و"يعقوب بن إبراهيم"، عن عمرو بن عاصم، وهو وَهَمٌ، وإنما هو "إبراهيم بن يعقوب"، كما فِي رواية أبي الحسن بن حيّويه، وأبي عليّ الأسيوطيّ، عن النسائيّ. انتهى.
والحاصل أن للنسائيّ شيخين: أحدهما يعقوب بن إبراهيم، وهو الدورقيّ، والثاني: إبراهيم بن يعقوب، وهو الْجُوزجانيّ، وهذه الرواية له، لا ليعقوب الدورقيّ، فتنبّه. والله تعالى أعلم.
و"عمرو بن عاصم": هو الكلابيّ القيسيّ، أبو عثمان البصريّ، صدوقٌ فِي حفظه شيء، منْ صغار [9] 17/ 1552. و"هَمّام": هو ابن يحيى الْعَوْذيّ البصريّ. و"أبو الخليل": هو صالح بن أبي مريم الضبعيّ مولاهم البصريّ، ثقة [6] 51/ 3308.
وقوله: "الذهب بالذهب": بالرفع نائب فاعل لفعل محذوف: أي يُباع الذهب بالذهب، أو مبتدأ عَلَى حذف مضاف، وخبره محذوف: أي بيع الذهب بالذهب جائز ويحتمل النصب عَلَى أنه مفعولٌ لفعل محذوف: أي بيعوا الذهب بالذهب، وكذا قوله: "والفضّة بالفضّة" وما بعده.
وقوله: "تبره وعينه" بالرفع بدل منْ "الذهبُ".
وقوله: "لم يذكر يعقوب" تقدم آنفًا أن الصواب أنه إبراهيم بن يعقوب، فالصواب هنا: لم يذكر إبراهيم الخ.
والحديث أخرجه مسلم، كما سبق بيانه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
4567 - (أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ، مَرَّ بِهِمْ فِي السُّوقِ، فَقَامَ إِلَيْهِ قَوْمٌ، أَنَا مِنْهُمْ، قَالَ: قُلْنَا أَتَيْنَاكَ لِنَسْأَلَكَ عَنِ الصَّرْفِ؟ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، غَيْرُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؟، قَالَ: لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ غَيْرُهُ، قَالَ: "فَإِنَّ الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، وَالْوَرِقَ بِالْوَرِقِ"، قَالَ سُلَيْمَانُ: أَوْ قَالَ: "وَالْفِضَّةَ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرَّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرَ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرَ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحَ بِالْمِلْحِ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ، فَمَنْ زَادَ عَلَى ذَلِكَ، أَوِ ازْدَادَ، فَقَدْ أَرْبَى، وَالآخِذُ وَالْمُعْطِي فِيهِ سَوَاءٌ").

الصفحة 362