كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 34)

وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
4578 - (أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَامِرُ بْنُ مُصْعَبٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا الْمِنْهَالِ، يَقُولُ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَقَالاَ: كُنَّا تَاجِرَيْنِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَسَأَلْنَا نَبِيَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، عَنِ الصَّرْفِ؟ فَقَالَ: "إِنْ كَانَ يَدًا بِيَدٍ، فَلاَ بَأْسَ، وَإِنْ كَانَ نَسِيئَةً فَلاَ يَصْلُحُ").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "إبراهيم بن الحسن": هو المصّيصيّ الثقة. و"حجاج": هو ابن محمد الأعور. و"عامر بن مصعب"، ويقال: مصعب بن عامر، وَقَالَ الدارقطنيّ: عامر بن مصعب ليس بالقويّ. وَقَدْ وثّقه ابن حبّان عَلَى عادته [3].
تفرّد به البخاريّ، والمصنّف، أخرجا له هَذَا الْحَدِيث فقط، مقرونًا بعمرو بن دينار.
وقوله: "عن الصرف": الصرف: بيع الدراهم بالذهب، أو عكسه، وسمّي به لصرفه عن مقتضى البِياعات، منْ جواز التفاضل فيه. وقيل: منْ الصريف، وهو تصويتهما فِي الميزان. قاله فِي "الفتح" 5/ 125.
وقوله: "فلا يصلح": يقال: صَلَحَ الشيءُ صُلُوحًا، منْ باب قعد، وصلاحًا أيضًا، وصَلُحَ بالضمّ لغةٌ، وهو خلاف فَسَدَ، وصَلَحَ يَصْلَحُ بفتحتين لغةٌ ثالثة، فهو صالح.
والحديث متّفقٌ عليه، كما سبق بيانه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
4579 - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ، قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، عَنِ الصَّرْفِ؟ فَقَالَ: سَلْ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَمُ، فَسَأَلْتُ زَيْدًا؟ فَقَالَ: سَلِ الْبَرَاءَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي وَأَعْلَمُ، فَقَالاَ جَمِيعًا: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، عَنِ الْوَرِقِ بِالذَّهَبِ دَيْنًا").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "أحمد بن عبد الله بن الحكم": هو المعروف بابن الكرديّ، أبو الحسين البصريّ، ثقة [10] 39/ 583. و"محمد": هو ابن جعفر، غندر. و"حبيب": هو ابن أبي ثابت البصريّ، والسند مسلسل بالبصريين، وفيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ. والحديث متّفقٌ عليه، وَقَدْ مضى شرحه وبيان مسائله قريبًا. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريدُ إلا الإصلاح، ما استطعتُ، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
...
قَالَ الجامع الفقير إلى مولاه الغنيّ القدير، محمد ابن الشيخ عليّ بن آدم بن موسى

الصفحة 384