كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 36)

روي عن أحمد فِي البيت الذي ليس عليه غلق يسرق منه، أراه سارقا، وهذا محمول عَلَى أن أهله فيه.
فأما البيوت التي فِي البساتين، أو الطرق، أو الصحراء، فإن لم يكن فيها أحد، فليست حرزا، سواء كانت مغلقة، أو مفتوحة؛ لأن منْ ترك متاعه فِي مكان خال منْ النَّاس والعمران، وانصرف عنه، لا يُعَدّ حافظا له، وإن أغلق عليه، وإن كَانَ فيها أهلها، أو حافظ فهي حرز، سواء كانت مغلقة، أو مفتوحة، وإذا كَانَ لابسا للثوب، أو متوسدا له، نائما، أو مستيقظا، أو مفترشا له، أو متكئا عليه، فِي أي موضع كَانَ منْ البلد، أو بريّة، فهو محرز، بدليل أن رداء صفوان، سُرق وهو متوسد له، فقَطَع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- سارقه، وإن تدحرج عن الثوب، زال الحرز، إن كَانَ نائما، وإن كَانَ الثوب بين يديه، أو غيره منْ المتاع، كبز البزازين، وقُماش الباعة، وخبز الخبازين، بحيث يشاهده، وينظر إليه فهو محرز، وإن نام، أو كَانَ غائبا عن موضع مشاهدته، فليس بمحرز، وإن جعل المتاع فِي الغرائز، وعَلم عليها، ومعها حافظ يشاهدها، فهي محرزة، وإلا فلا. انتهى "المغني" 12/ 427 - 428.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قد اتّضح مما سبق أن الحرز هو ما تعارفه النَّاس لحفظ أموالهم، وهيّؤوه لذلك. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
4881 - (أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ مُرَقَّعٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ رَجُلاً سَرَقَ بُرْدَةً، فَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْهُ، قَالَ: "فَلَوْلاَ كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ، يَا أَبَا وَهْبٍ"، فَقَطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-).
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل": الشيبانيّ، أبو عبد الرحمن، ولد الإمام المشهور، ثقة [12] 45/ 2253 منْ أفراد المصنّف. و"أبوه": هو الإمام المشهور العلم الحجة أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيبانيّ، أبو عبد الله المروزيّ، نزيل بغداد الثقة الثبت الحجة الفقيه، رأس [10] 49/ 958.
و"محمد بن جعفر": هو المعروف بـ"غندر". و"سعيد": هو ابن أبي عروبة.
[تنبيه]: قوله: "حدثنا سعيد" هكذا وقع فِي نسخ "المجتبى"، و"الكبرى"، وكذا هو فِي "تحفة الأشراف" 4/ 188 - بل قَالَ فيه: وهو ابن أبي عروبة. لكن أشار فِي هامش

الصفحة 383