كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 38)
حديث وائل بن حُجر رضي الله تعالى عنه هَذَا صحيح.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -6/ 5054 و11/ 5068 - وفي "الكبرى" 8/ 9307. وأخرجه (د) فِي "الترجّل" 4190 (ق) فِي "اللباس" 3636. والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): فِي فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان جواز الأخذ منْ الشعر. (ومنها): ما كَانَ عليه الصحابة -رضي الله عنهم- منْ المبادرة لامتثال أمر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فإن وائلاً -رضي الله عنه- لَمّا سمع قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ذباب" ظنّ أنه المقصود بهذا الذمّ، فبادر إلى إزالة ما ظنه منكرًا، فوافق أن كَانَ فعله مما يسحسنه الشارع. (ومنها): أنه لا ينبغي تطويل الشعر حَتَّى يخرج عن حدّ العدالة، فإن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- استحسن جزّ وائل ما طال منْ شعره، وكان هو -صلى الله عليه وسلم- إذا طال شعره وصل إلى منكبه، فينبغي الاقتداء به -صلى الله عليه وسلم- فِي ذلك. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
5055 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ شَعْرُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، شَعْرًا رَجِلاً، لَيْسَ بِالْجَعْدِ، وَلاَ بِالسَّبْطِ، بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ").
رجال هَذَا الإسناد: خمسة:
1 - (محمد بن المثنّى) الْعَنَزيّ، أبو موسى البصريّ، ثقة حافظ [10] 64/ 80.
2 - (وهب بن جرير) بن حازم الأزديّ، أبو عبد الله البصريّ، ثقة [9] 196/ 1178.
3 - (أبو وهب) هو: جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله الأزديّ، أبو النضر البصريّ، ثقة، لكن فِي حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدّث منْ حفظه [6] 82/ 1014.
4 - (قتادة) بن دِعامة المذكور قبل باب.
5 - (أنس) بن مالك رضي الله تعالى عنه 6/ 6. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بثقات البصريين. (ومنها): أن فيه أنساً رضي الله تعالى عنه منْ المكثرين السبعة، روى (2286) حديثاً، وهو آخر منْ مات منْ الصحابة رضي الله تعالى عنهم بالبصرة. والله تعالى أعلم.
الصفحة 20
402