كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 40)
وقيل: المراد بها الذلة الحاصلة منْ المعصية، أو التذلّل للأغنياء عَلَى وجه المسكنة. (وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ) بالبناء للفاعل، و"أن" مصدريّة: أي: منْ ظلم غيري (أَوْ أُظْلَمَ) بالبناء للمَفعول: أي يظلمني أحد، والظلم لغةً: وضع الشيء فِي غير موضعه، وشرعًا: مجاوزة الحدّ، أو التصرّف فِي ملك الغير بدون حقّ. قاله فِي "المنهل" 8/ 205. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه هَذَا صحيح.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -14/ 5462 و5463 و5464 و15/ 5465 و16/ 5466 - وفي "الكبرى" و15/ 7896 و7897 و16/ 7898 و7899 و17/ 7900. وأخرجه (د) فِي "الصلاة" 1544 (ق) فِي "الدعوات" 3842 (أحمد) فِي "باقي مسند المكثرين" 7992 و8112 و8429 و10590. وفوائده تعلم مما مضى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
وقوله: (خَالَفَهُ الْأَوْزَاعِيُّ) يعني أن الأوزاعيّ رحمه الله تعالى خالف حماد بن سلمة رحمه الله تعالى، فرواه عن إسحاق، عن جعفر بن عياض، وروايته ضعيفة، كما سيأتي، ثم بيّن رواية الأوزاعيّ بقوله:
5463 - (قَالَ أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، وَهُوَ الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الْفَقْرِ، وَالْقِلَّةِ، وَالذِّلَّةِ، وَأَنْ تَظْلِمَ، أَوْ تُظْلَمَ").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قوله: "قَالَ": القائل هو الراوي عن المصنّف، أي قَالَ المصنّف: أخبرني محمود الخ. و"محمود بن خالد": هو أبو عليّ الدمشقيّ، ثقة، منْ صغار [10]. و"الوليد": هو ابن مسلم الدمشقيّ، ثقة، لكنه كثير التدليس، والتسوية [8].
و"جعفر بن عياض" مدنيّ، مقبول [3].
رَوَى عن أبي هريرة -رضي الله عنه- هَذَا الْحَدِيث فقط، وعنه إسحاق بن عبد الله. ذكره ابن حبّان فِي "الثقات". وَقَالَ عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عنه؟ فَقَالَ: لا أذكره. قَالَ الحافظ: وقرأت بخط الذهبيّ: لا يُعرف. تفرد به المصنّف، وابن ماجه بهذا الْحَدِيث فقط.
الصفحة 12
428