كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (اسم الجزء: 40)
رَوَى عن الأوزاعيّ، ويونس بن يزيد، وعنه ابن وهب، لم يرو عنه غيره. ذكره ابن حبّان فِي "الثقات". رَوَى له المصنّف هَذَا الْحَدِيث فقط، وأبو داود فِي "المراسيل".
والحديث ضعيف، كما سبق قريبًا. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
5467 - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ -يَعْنِي الشَّحَّامَ- قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ -يَعْنِي ابْنَ أَبِي بَكْرَةَ- أَنَّهُ كَانَ سَمِعَ وَالِدَهُ، يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلاَةِ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ"، فَجَعَلْتُ أَدْعُو بِهِنَّ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَنَّي عُلِّمْتَ هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ؟ قُلْتُ: يَا أَبَتِ سَمِعْتُكَ تَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ الصَّلاَةِ، فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْكَ، قَالَ: فَالْزَمْهُنَّ يَا بُنَيَّ، فَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ الصَّلاَةِ).
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وَقَدْ تقدّموا. و"ابن أبي عديّ": هو محمد بن إبراهيم البصريّ الثقة [9]. و"عثمان الشحّام": هو العدويّ، أبو سلمة البصريّ، قيل: اسم أبيه ميمون، أو عبد الله، لا بأس به [6]. و"مسلم بن أبي بكرة": هو الثقفيّ البصريّ، ولد أبي بكرة شيخه، صدوقٌ [3] و"أبو بكرة": هو نفيع بن الحارث الصحابيّ المشهور -رضي الله عنه-.
وقوله: "أنّي عُلّمتَ؟ " "أنّي" بفتح الهمزة، وتشديد النون، والقصر: اسم استفهام، و"عُلمت" بالبناء للمفعول: أي منْ أين تعلّمت؟.
وقوله: "فِي دبر الصلاة": تقدّم فِي "كتاب الصلاة" أن الأرجح أنه يشمل ما قبل التسليم، وما بعده، لا كما ظنه بعضهم منْ أنه خاصّ بما قبل السلام، فإن أحببت أن تعلم المسألة بأدلتها، فأرجع إلى ما تقدّم فِي أبواب الدعاء فِي الصلاة منْ هَذَا الشرح، تستفد، وبالله تعالى التوفيق.
والحديث صحيح، وَقَدْ تقدّم فِي "الصلاة" 90/ 1347 ومضى شرحه، وبيان مسائله هناك، فراجعه تستفد. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".
***
الصفحة 15
428