كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

وإذا تُصبكَ خصاصةٌ فارْجُ الغنى ... وإلى الذي يُعْطي الرغائبَ فارْغَبِ
وقد يراد بها المضي فتقع موقع إذ كقوله تعالى (ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم* ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه) وكقوله تعالى: (وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضُّوا إليها). ومن ذلك قول الشاعر:
حلَلتُ بها وِتْرِي وأدركتُ تُؤْرَتِي ... إذا ما تناسى ذَحْلَهُ كلُّ [غَيْهَبِ]
ومثله قول الآخر:
ما ذاقَ بُؤْسَ مَعيشةٍ ونَعيمَها ... فيما مَضى أحدٌ إذا لم يَعْشَقِ
وقد تقع إذ موقع إذا كقوله تعالى: (يوم يجمع اللهُ الرُسُلَ فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علمَ لنا إنك أنت علَّامُ الغيوب * إذ قال اللهُ يا عيسى) فإذ هذه بدل من يوم يجمع (ويوم يجمع) مستقبل المعنى فيتعين كون المبدل منه مثله في الاستقبال. ومثله قوله تعالى: (فسوف يعلمون إذ الأغلالُ في أعناقهم)

الصفحة 212