كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

كانت ظرفا فالواجب اقترانها بالفاء إذا صدر بها جواب الشرط، فإن ذلك لازم لكل ظرف صدر به الجواب نحو إنْ تقم فحينئذ أقوم، فإنْ لم تقم فعند مقامك أقوم. السابع أنها لو كانت ظرفا لأغنت عن خبر ما بعدها، ولكثر نصب ما بعده على الحال كما كان مع الظروف المجمع على ظرفيتها، كقولك عندي زيد مقيما وهناك بشرٌ جالسا، والاستعمال في نحو مررت فإذا زيد قائم بخلاف ذلك. الثامن أنها لو كانت ظرفا لم تقع بعدها إنّ المكسورة غير مقترنة بالفاء كما لا تقع بعد سائر الظروف نحو عندي أنك فاضل، وأمر إنّ بعد إذا المفاجأة بخلاف ذلك كقوله: إذا إنَّه عبد القَفا واللَّهازم
فتعيّن الاعتراف بثبوت الحرفية وانتفاء الظرفية. ومثال وقُوعها بعد بَيْنا قول الشاعر:
وبَيْنا نَسوسُ الناسَ والأمرُ أمرُنا ... إذا نحن فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ
ومثال وقوعها بعد بينما قول الآخر:
بينما المرْءُ في فُنون الأماني ... إذا زائِرُ المَنُونِ مُوافِي
ص: ومنها مُذ ومُنذ وهي الأصل. وقد تكسر ميمهما ويضافان إلى جملة مصرّح بجزأيها أو محذوف فعلها بشرط كون الفاعل وقتا يجاب به متى أو كم. وقد يجران الوقت أو ما يستفهم به عنه حرفين بمعنى من إنْ صلح جوابا لمتى، وإلّا فبمعنى في. وقد يُغني عن جواب متى في الحالين مصدر معيّن الزمان أو أنّ وصلتها، وليسا قبل المرفوع مبتدأين بل ظرفين خلافا للبصريين. وسكون دال مُذ قبل

الصفحة 215