كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

متحرك أعرف من ضمها، وضمها قبل ساكن أعرف من كسرها".
ش: منذُ أصل مُذْ بدليلين: أحدهما أن ذال مذ تضم لملاقاة ساكن كما يفعل بميم هم وليس ذلك إلا لأن أصلها منذُ، بالضم، فرُوجِع بها الأصل حين احتيج إلى تحريكها فقيل لم أره مُذ الجمعة، كما روجع الأصل في نحوهمُ القوم، ولو لم يكن الأصل الضم لقيل مذِ الجمعة كما قيل "قُمِ الليلَ" وقد يقال:
وهُمِ القضاة ومنهُمِ الحكّامُ
والثاني أن "بني غنيّ" يضمون الذال قبل متحرك باعتبار أن النون محذوفة لفظا لانية. فلو لم يكن الأصل منذ لم يصح هذا الاعتبار. ونظير هذا قولهم في لدن وقط بضم الدال والطاء بعد الحذف على تقدير ثبوت المحذوف. وبنو سليم يقولون منذ ومِذْ بكسر الميم.
وهما اسمان في موضع، وحرفا جرّ في موضع، ويتعيّن اسميتهما إن وليهما مرفوع أو جملة تامة، وتتعيّن حرفيتهما إن وليهما مجرور، ويجوز الأمران قبل أنّ وصلتها. وإذا وَليهما جملة تامة فهما عند سيبويه ظرفان مضافان إليها فإنه قال في باب ما يضاف إلى الأفعال من الأسماء: ومما يضاف أيضا (إلى) الفعل (مذ) في قولهم ما رأيته مذ كان عندي ومنذ جاءني: وقال ابن خروف في الشرح: وأما مذ ومنذ فمن الظروف. وهما مضافان إلى الفعل عنده لا على حذف مضاف، ولولا ذلك لم يدخلهما في الباب. وقول السيرافي موافق لقوله، فمن زعم خلاف ذلك فقد خالف سيبويه بما لا دليل عليه.
وزعم الأكثرون أن الواقع منهما قبل المرفوع مبتدأ بمعنى أول المدة في مثل لم أره

الصفحة 216