كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

استشهد بالرجز على أن الفتحة في "مذ أمسَ" فتحة إعراب، وأبو القاسم لم يأخذ البيت من غير كتاب سيبويه، فقد غلط فيما ذهب إليه واستحق ألّا يُعوَّل عليه.
وإذا نكر أمس أو أضيف أو قارن الألف واللام أعرب بلا خلاف، لزوال سبب البناء، أعني تضمّن معنى حرف التعريف وشبه الضمير من الوجه المذكور. ومن العرب من يستصحب البناء مع مقارنة الألف واللام كقول الشاعر:
وإنّي وقفتُ اليومَ والأمسِ قبْله ... ببابك حتى كادت الشمسُ تَغْرُبُ
فكسر السين وهو في موضع نصب، والوجه فيه أن يكون زاد الألف واللام بغير تعريف واستصحب معنى المعرفة واستدام البناء، أو تكون هي المعرفة وقد زال البناء لزوال التضمن ومشابهة ضمير الغائب فتكون الكسرة كسرة إعراب على تقدير باء حذفت كما حذفت مِن وبقي عملها في رواية من روى:
ألا رجلٍ جَزاهُ الله خيرا
وكما حذفت إلى وبقي عمَلها في قول الآخر:
إذا قيل أيُّ الناسِ شرُّ عصابة ... أشارتْ كُلَيبٍ بالأكُفّ الأصابِعُ
فصل: ص: الصالح للظرفية القياسية من أسماء الأمكنة ما دلَّ على مقدار أو مسمّى إضافيّ محض أو جارٍ باطراد مجرى ما هو كذلك. فإن جيء بغير ذلك لظرفية لازمت غالبا لفظ في، أو ما في معناها ما لم يكن كمقعد في الاشتقاق من اسم الواقع فيه فيلحق بالظرف قياسا إن عمل فيه أصله أو مشارك له في الفرعية، وسماعا إن دلّ على قرب أو بعد نحو: هو منّي منزلة الشغاف، ومناط الثريا.

الصفحة 224