كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

كما فعل بدخل مع جميع الأمكنة المختصة، وفي فعل هذا بانطلق دلالة واضحة على أن الأصل في هذه الأفعال الثلاثة التعدي بحرف جر، إذ لا يوجد الفعل متعديا بنفسه.
فصل: ص: من الظروف المكانية كثير التصرف كمكان لا بمعنى بدل، ويمين وشمال وذات اليمين وذات الشمال. ومتوسّط التصرّف كغيْر فوق وتحت من أسماء الجهات وبَيْن مجرّدا.
ونادر التصرف كحيث ووسْط ودُونَ لا بمعنى رديء. وعادم التصرف كفوق وتحت وعند ولدُن ومع وبَيْن بَيْنَ دون إضافة، وحوال وحول وحوالَي وحوليّ وأحوال وهُنا وأخواته. وبَدَل لا بمعنى بديل وما رادفه من مكان.
فحيث مبنية على الضم وقد تفتح أو تكسر، وقد تخلف ياءها واو، وإعرابها لغة فقعسية، وندرت إضافتها إلى مفرد، وعدم إضافتها لفظا أندر. وقد يراد بها الحين عند الأخفش.
وعند للحضور أو القرب حسّا أو معنى، وربما فتحت عينها أو ضمت. ولدن لأول غاية زمان أو مكان، وقلّما تعدم من. وقد يقال لدُنْ ولَدَن ولدنُ ولدْنِ ولُدْنِ ولُدْ ولد. (ولدًا ولُدُن) وإعراب اللغة الأولى لغة قيسية، وتجبر المنقوصة مضافة إلى مضمر ويجبر ما يليها بالإضافة لفظا إن كان مفردا، وتقديرا إن كان جملة. وإن كان "غدوة" نصب أيضا، وقد يُرفع، وليست لدى بمعناها بل بمعنى عند على الأصح: وتعاملَ ألفها معاملة ألف إلى وعلى فتسلم مع الظاهر وتقلب ياء مع المضمر غالبا. و"مع" للصحبة اللائقة بالمذكور وتسكينها قبل حركة وكسرها قبل سكون لغة رَبَعيّة، واسميتها حينئذ باقية على الأصح.
وتفرد فتساوى جميعا معنى وتبنى (لفظا) وفاقا ليونس والأخفش، وغير

الصفحة 229