كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

استعماله بذلك المعنى مثل استعماله في المكان الأدنى، وقد جاء والمقصود به المكان خاليا عن الظرفية، وذلك نادر كقول الشاعر:
ألمُ تَريا أني حميتُ حَقيقتي ... وباشرْتُ حَدَّ الموتِ والموتُ دونُها
بالرفع.
وظاهر كلام الأخفش يقتضي اطراد ذلك، فإنه حَكَم بأن "دونَ" من قوله تعالى (ومنّا دون ذلك) مبتدأ، ولكنه بُني لإضافته إلى مبنيّ. وغيره جعل التقدير: ومنّا ما دون ذلك، وقول الأخفش أولى بالصواب.
وحكى سيبويه أنه يقال هذا ثوب دونٌ إذا كان رديئا. فمن هذا احترزت بقولي "ودون لا بمعنى رديء".
ومن الظروف العادمة التصرف فوق وتحت، نص على ذلك الأخفش، فقال: اعلم أن العرب تقول فوقَك رأسُك فينصبون الفَوْق، لأنهم لم يستعملوه إلا ظرفا. ثم قال: وتقول تَحْتك رِجْلاك لا يختلفون في نصب التَّحْت. هذا نصه. وقد جاء جر فوق بعلى في قول أبي صخر الهذلي:
فأقْسمُ بالله الذي اهتزَّ عرشُه ... على فوق سَبْع لا أعلّمه بُطْلا
وهذا نادر.
ومن الظروف العادمة التصرف "عند" ولا تستعمل إلا مضافة، ولا يفارقها النصب على الظرفية إلا مجرورا بمن، وهي لبيانِ كون مظروفها حاضرا

الصفحة 234