كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

"امرأتك" مبتدأ وخبرها "إنه مصيبها ما أصابهم"، وبهذا التوجيه يكون الاستثناء في النصب والرفع من "فأسْر بأهلك" وهو أولى من أن يستثنى المنصوبُ من أهلِك والمرفوع من أحد.
ومن المخرج تقديرا: إن لفلان مالًا، إلّا أنه شقيّ، وما زاد إلّا ما نقص، وما نفع إلّا ما ضَرَّ ولا تكوننّ من فلان في شيء إلّا سلاما بسلام، وهي من أمثلة سيبويه.
ومن أمثلة غيره جاء الصالحون إلّا الطالحين، وجاء زيد إلا عمرا، وما في الأرض أخبث منه إلا إياه. فالمستثنى في هذه الأمثلة ليس مخرجا تحقيقا بل تقديرا، فكأنك قلت إنّ لفلان مالا فكأنك قلت عدم البؤس، ثم استثنيت من البؤس كونه شقيا، وإذا قلت ما زاد فكأنك قلت ما عرض له عارض، ثم استثنيت من العارض النقص، وإذا قلت ما نفع، فكأنك قلت ما أفاد شيئا إلا ضرّا. وإذا قلت لا تكون من فلان في شيء إلا سلاما بسلام، فكأنك قلت لا تعامله بشيء إلا متاركة. وإذا قلت جاء الصالحون فكأن السامع توهّم مجيء غيرهم ولم يعبأ بهم، فأزلت توهمه بهذا الاستثناء. وإذا قلت جاء زيد إلا عمرا فكأنك عرفت علم السامع مرافقة زيد لعمرو وقدّرت أنه توهّم أنك اقتصرت على زيد اتكالا على علم السامع بترافقهما فأزلت توهمه بالاستثناء. وإذا قلت ما في الأرض أخبث منه إلا إياه، فكأنك قلت ما يليق خبثه بأحد إلا إياه، وأسلك هذا السبيل فيما يرد من أمثال هذا.
قال ابن السرّاج: "إذا كان الاستثناء منقطعا فلا بدّ من أن يكون الكلام

الصفحة 267