كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

ش: لغة بني تميم إعطاء المنقطع المؤخّر من مستثنيات إلّا في غير الإيجاب من الإتباع ما للمتصل فيقولون: ما فيها أحد إلا وتدٌ، كما يقول الجميع ما فيها أحد إلا زيد، ويقرءون (ما لهم به من علم إلّا اتّباعُ الظَّنّ) بالرفع، إلا مَن لُقِّن النصب. وعلى لغتهم قول الراجز:
وبلدةٍ ليس بها أنيسُ ... إلّا أليعافيرُ وإلا العيسُ
ومثله قول الفرزدق:
وبنتَ كريم قد نَكحنا ولم يكنْ ... لنا خاطِبٌ إلا السِنانُ وعامِلُهْ
ويلحق بهذا الإتباع إتباع أحد المتباينين للآخر نحو: ما أتاني زيد إلا عمرو، وما أعانه إخوانكم إلا إخوانه. وهما من أمثلة سيبويه، وما أتاني أحد إلا عمرو، وما أعانه إخوانه إلا أنا. فجعل مكان أحد بعض مدلوله وهو زيد وإخوانكم. ولو لم يذكر الرجلان فيمن نفى عنه الإتيان والإعانة، لكن ذكرا توكيدا لقسطهما من النفي ورفعا لتوهم المخاطب أن المتكلم لم يعرض له هذا الذي أكد به فذكره توكيدا، واستشهد سيبويه بقول الشاعر:
والحربُ لا يبقى لِجا ... حِمها التخيّلُ والمَراحُ
إلّا الفتى الصبَّارُ في النْـ ... نَجداتِ والفرسُ الوَقاحُ

الصفحة 286