كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

في الدار متكئا غير موجود في نحو مررت بهند جالسة. وربما قدم الحال في نحو زيد في الدار متكئا.
وإذا كان صاحب الحال منصوبا أو مرفوعا جاز تقديم الحال عليه ظاهرا كان أو مضمرا عند البصريين نحو لقيت راكبة هندا، وجاء مسرعا زيد. ومنع الكوفيون تقديم حال المنصوب إذا كان ظاهرا لئلا يتوهم كون الحال مفعولا وكون صاحبه بدلا. فإن كان الحال فعلا لم يمنع بعضهم تقديمه لزوال المحذور، أعني توهم المفعولية والبدلية. والصحيح جواز التقديم مطلقا، لأن راكبة من قولنا لقيت راكبة هندا يتبادر الذهن إلى حاليته، فلا يلتفت إلى عارض توهم المفعولية. ومن شواهد تقديم حال المنصوب قول الشاعر:
وصلتُ ولم أَصْرِم مُسِئينَ أسْرتي ... وأعْتَبْتُهم حتى يُلاقوا وَلائيا
أراد وصلت أسرتي مسيئين. ومثله قول الحارث بن ظالم:
وقطّع وصلها سَيْفي وإنّي ... فجَعْتُ بخالدٍ طُرًّا كِلابا
ومن تقديم المنصوب فعلا قول الشاعر:
لن يراني حتى يرى صاحبٌ لي ... أجْتَني سُخْطَهُ يشيبُ الغُرابا
أراد لن يراني صاحب لي أجتني سخطه حتى يرى الغراب يشيب. وأجمعوا على جواز تقديم حال المرفوع إذا كان ضميرا كقوله تعالى (خُشَّعًا أبصارُهم يخرجون من الأجداثِ) وكقول الشاعر:

الصفحة 340