كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

مُزْبِدًا يَخْطِرُ ما لم يرَني ... وإذا يخلو له لحْمِي رَتَعْ
فإن كان المرفوع ظاهرا لم يجز عند الكوفيين تقديم حاله. وبعض العلماء يزعم أن الكوفيين لا يمنعون تقديم حال المرفوع الظاهر إذا كان الفعل متقدما نحو قام مسرعا زيد، وإنما يمنعون تقديم حال المرفوع إذا كان الفعل متأخرا نحو مسرعا قام زيد. والصحيح جواز تقديم حال المرفوع مطلقا، فمن تقديمه والفعل متقدم قول الشاعر:
يطيرُ فِظاظا بيْنهم كلُّ قَوْنَس ... وتَتْبَعُها منهم فَراشُ الحواجبِ
ومثله:
فسقى بلادَك غيرَ مُفسِدها ... صَوْبُ الغمام وديمةٌ تَهْمى
ومثله:
تَرحَّلَ من أرض العراق مُرقّشٌ ... على طَرَبٍ تَهوي سِراعًا رواحِلُهْ
ومثله:
فما كان بين الخير لو جاء سالمًا ... أبو حَجر إلا ليالٍ قلائلُ
ومن تقديمه والفعل متأخر قول العرب: "شَتَّى تَئُوبُ الحَلَبَةُ" أي متفرقين

الصفحة 341