كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

ومنه:
تُعَيِّرُنا أنَّنا عالةٌ ... ونحنُ صعاليك أنتم ملوكا
أراد ونحن في حال تصعلكنا مثلكم في حال ملككم، فحذف مثلا وأقام المضاف إليه مقامه مضمنا معناه وأعمله بما فيه من معنى التشبيه. فإن كان العامل المتضمن معنى الفعل دون حروفه ظرفا أو حرف جر مسبوقا باسم ما الحال له جاز توسيط الحال عند الأخفش صريحة كانت الحال نحو زيد متكئا في الدار، وبلفظ ظرف أو حرف جر كقول الشاعر:
ونحنُ مَنَعْنا البحرَ أنْ تشربوا به ... وقد كان منكم ماؤه بمكانِ
ويضعف القياس على الصريحة لضعف العامل وظهور العمل. ومن شواهد إجازته قراءة بعض السلف (والسمواتُ مَطْويّاتٍ بيمينه) وقول ابن عباس رضي الله عنه: نزلت هذه الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم متواريا بمكة. وقول الشاعر:
رَهْطُ ابنِ كُوزٍ مُحْقِبي أدْراعِهم ... فيهم ورَهْطُ ربيعةَ بن جِذار
ولا يضعف القياس على تقديم غير الصريحة كشبه الحال فيه بخبر إن إذا كان ظرفا، فكما استحسن القياس على إنّ عندك زيدا، لكون الخبر فيه بلفظ الظرف الملغى، ولتوسعهم في الظروف بما لا يتوسع في غيرها بمثله، كذا يستحسن القياس على:
وقد كان منكم ماؤُه بمكانِ
وغير الأخفش يمنع تقديم الحال الصريحة على العامل الظرفي مطلقا. والصحيح جوازه محكوما بضعفه.

الصفحة 346