كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

ومن التوبيخ قول الشاعر:
أراك جَمَعْتَ مسألةً وحرْصًا ... وعندَ الحقِّ زَحّارًا أُنانا
الأُنان الأنين والعامل فيه زحّارا، لأن زحَر قريب المعنى من أنَّ. وغيرُ التوبيخ كقولك هنيئا مريئا قال سيبويه: "وإنما نصبته لأنه ذكر خيرا أصابه إنسان فقلت هنيئا مريئا كأنك قلت ثبت له هنيئا مريئا أو هنأه ذلك هناء".
قلت: فقد أجاز سيبويه أن يكون الناصب هنيئا ثبت، وأن يكون الناصب هنأه على أن تكون الحال مؤكدة التي في (وأرسلناك للناس رسولا) وفي [قراءة غير حفص] (وسَخَّر لكم الليلَ والنهارَ والشمسَ والقمرَ والنجومَ مسخراتٍ بأمره). ويتناول غير التوبيخ المضمر عاملها في الإنشاء كقول الشاعر:
ألحِقْ عذابك بالقوم الذين طغوا ... وعائذا بك أنْ يعلوا فيُطْغوني
أراد وأعوذ بك، فحذف الفعل وأقام الحال مقامه، كما يفعل بالمصدر لو قيل عياذا منك. ويتناول غير التوبيخ قول النابغة الذبياني:
أتاركةً تَدَلُّلَها قَطامِ ... وضَنًّا بالتحيّة والكلامِ

الصفحة 352