كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

تعالى (ويوم أُبعثُ حيًّا)، وقوله تعالى (ولو شاء ربُّكَ لآمن مَن في الأرضِ كُلُّهم جميعا) وقوله تعالى (فتَبسَّم ضاحِكًا من قولها). ومن هذا القبيل قول لبيد:
وتضيءُ في وجه الظلام مُنيرةً ... كجُمانةِ البَحْرِيِّ سُلَّ نِظامُها
ومثله قول لبيد أيضا:
فعَلَوْت مُرتقبًا على ذي هَبْوَةٍ ... حرجٍ إلى أعلامِهنَّ قَتامُها
ومنه قول الشاعر:
فإنِّي اللَّيْثُ مَرْهُوبًا حِماهُ ... وعندي زاجرٌ دون افتراسي
فمرهوبا حماه حال مؤكدة للخبر وهو العامل فيها بما تضمن من معنى التشبيه. ومن هذا القبيل أيضا ما مثّل به سيبويه من قولهم: هو رجل صدق معلوما ذلك، أي معلوما صلاحه، كذا قدّر سيبويه، ورجل صدق بمعنى صالح فأجرى مجراه إذا قيل هو صالح معلوما صلاحه. ومن هذا القبيل قول أمية بن أبي الصلت:
سلامَكَ رَبَّنا في كُلِّ فجرٍ ... بَريئًا ما تَغَنَّثُكَ الذُّمومُ

الصفحة 356