كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

فبريئا حال مؤكدة لسلامك، ومعناه البراءة مما لا يليق بجلالك، وهو العامل في الحال؛ لأنه من المصادر المجعولة بدلا من اللفظ بالفعل. ومن هذا القبيل ? عندي -: هو أبوك عطوفا، وهو الحق بيّنا، لأن الأب والحق صالحان للعمل، فلا حاجة إلى تكلف إضمار عامل بعدهما.
ومن الثاني قوله تعالى (وأرسلناك للناس رسولا) وقوله تعالى (وسخَّر لكم الليلَ والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخراتٍ بأمره) [في غير قراءة حفص]. ومنه قول امرأة من العرب:
قُمْ قائِمًا قُمْ قائما ... صادَفْتَ عَبْدًا نائِما ... وعُشراءَ رائِما
ومثله قول الشاعر:
أصِخْ مُصيخًا لمَن أبدى نصيحتَه ... والزمْ توَفِّي خَلْط الجِد باللَّعب
وأما الحال المؤكد بها خبر جملة جزءاها معرفتان جامدان، فمنها المؤكدة بيان اليقين نحو هو زيد معلوما ومنه قول سالم بن دارة:
أنا ابنُ دارةَ معروفًا بها نَسَبِي ... وهل بِدارَةَ يا للنَّاسِ مِنْ عارِ
كأنه قال هو زيد لا شك فيه، وأنا ابن دارة لا شك فيّ. ومنها المؤكدة بيان فخر نحو أنا فلان شجاعا أو كريما. ومنها المؤكدة بيان تعظيم نحو [هو] فلان

الصفحة 357