كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

تسلّت عماياتُ الرجالِ عن الصِّبا ... وليس صبايَ عن هواها بمُنْسَلِ
ومن إفراد الضمير قول الراجز:
إذا جرى في كفّه الرشاءُ ... جرى القَليب ليس فيه ماءُ
وحكى سيبويه الاستغناء عن الواو بنية الضمير إذا كان معلوما كقولك مررت بالبر قفيز بدرهم، أي قفيز منه بدرهم، وجاز هذا كما جاز في الابتداء السمن منوان بدرهم، على تقدير منوان منه بدرهم. فلو قيل بيع السمن منوان بدرهم على تقدير منه وجعل الجملة حالا لجاز وحسن. وإلى هذا وأمثاله أشرت بقولي "وقد تخلو منهما عند ظهور الملابسة". ثم قلت "وقد تصحب الواو المضارع المثبت أو المنفي بلا فيجعل على الأصح خبر مبتدأ مقدر" فأشرت بذلك إلى قول بعض العرب:
قمت وأصك عينه، رواه الأصمعي، وإلى قول عنترة:
عُلِّقْتُها عَرَضا وأقْتُلُ قومَها ... زَعْمًا ورَبِّ البيتِ ليس بمَزعَم
وإلى قول زهير:
بَلينَ وتحسَبُ آياتهنْـ ... ــــنَ عَن فرْط حوْلَيْن رِقًّا مُحيلا
وإلى قول الآخر:
فلمَّا خَشيتُ أظافيرَهم ... نجوْتُ وأرْهَنُهم مالِكا
ويمكن أن يكون من هذا قوله تعالى (قالوا نُؤمنُ بما أُنزِل علينا ويكفرون

الصفحة 367