كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

أيقتُلُني وقد شَغَفْتُ فُؤادَها ... كما شَغَف المهنوءةَ الرجُلُ الطّالي
وكقول زهير:
كأنّي وقد خلّفْتُ تسعين حجّة ... خَلَعْتُ بها عن مَنكبِيَّ رِدائيا
وكقول علقمة:
يكلّفُني ليلى وقد شَطَّ وَليُها ... وعادتْ عوادٍ بيننا وخُطوبُ
وانفراد الضمير مع التجرد من قد والواو أكثر من اجتماعه مع أحدهما، واجتماعه مع الواو وحدها أكثر من اجتماعه مع قد وحدها. فمن انفراد الضمير قوله تعالى (أوْ جاءوكم حَصِرَتْ صدورُهم) وقوله تعالى: (هذه بضاعتُنا رُدَّتْ إلينا) وقوله تعالى (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تَولَّوا) وقوله تعالى (وجاءوا أباهم عشاءً يبكون قالوا) ومنه قول امرئ القيس:
له كَفل كالدِعْص لبَّدَه الندى ... إلى حارك مثلِ الغَبيط المُذَأبِ
وقوله أيضا:
دَريرٍ كخُذروف الوليد أمرّه ... تقلُّبُ كَفَّيْه بخيطٍ مُوَصّل
وقول طرفة:
وكرِّي إذا نادى المضافُ مُحنّبا ... كسِيد الغَضا نبّهته المتورِّد

الصفحة 371