كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

أنه يقال ثلاثة أيام وثلاث ليال وعشرة أشهر وعشر سنين ومائة دينار وألف درهم وكذلك ما أشبهه. وأشرت بقولي "ما لم يكن مائة فيفرد غالبا" إلى أن مفسر الثلاثة وأخواتها إذا كان غير المائة جمع، وإذا كان إياها في الأكثر فيقال ثلاثمائة بالإفراد، والقياس يقتضي أن يقال ثلاث مائات أو مئين، كما يقال ثلاثة آلاف، إلا أن العرب لا تجمع المائة إذا أضيف إليها عدد إلا قليلا كقول الشاعر:
ثلاثُ مئين للملوكِ وفى بها ... ردائي وجَلّت عن وجوه الأهاتم
ومن أجل هذا الوارد بجمع قلت "فيفرد غالبا" وأول الضميرين من قولي "ويجمع معها" عائد إلى المفسر وثانيهما عائد إلى المائة، أي حق مفسر المائة فما فوقها أن يفرد نحو مائة دينار، وألف درهم. وقد يكون مع المائة مجموعا. والإشارة بذلك إلى قراءة حمزة والكسائي "ثلاث مائةِ سنينَ" بإضافة مائة. وأشرت بقولي "وقد يفرد تمييزا" إلى قول الربيع بن ضبع الفزاري:
إذا عاش الفتى مائتين عامًا ... فقد ذهب اللذاذةُ والفَتاءُ
ومثله في رواية من نصب مائة قول حذيفة رضي الله عنه: "فقلنا يا رسول الله أتخاف علينا ونحن ما بين مائةَ إلى السبع مائةً" فأجرى الألف واللام في تصحيح نصب التمييز مجرى النون من مائتين عاما لاستوائهما في المنع من الإضافة.

الصفحة 394