كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 2)

واختص الألف بأن تميز به الثلاثة وأخواتها وكأحد عشر ألفا، وعشرين ألفا، ومائة ألف، وما تفرع منهما كمائة ألف ومائتي ألف، وألف ألف. ومائة ألف ألف. وإلى هذا وأمثاله أشرت بقولي "واختص الألف بالتمييز به مطلقا" ثم قلت: "ولم يميز بالمائة إلّا ثلاث وإحدى عشرة وأخواتها" فنبهت بذلك على أنه يقال إحدى عشرة مائة واثنتا عشرة مائة إلى تسع عشرة مائة، ولا يقال عشر مائة ولا عشرون مائة، استغناء بالألف والألفين. ومن تمييز المركب بمائة قول جابر رضي الله عنه "كنّا خمس عشرة مائة" يعني أهل الحديبية. وفي حديث البراء رضي الله عنه: "كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة".
ص: وإذا قصد تعريف العدد أدخل حرفه عليه إن كان مفردا غير مفسر أو مفسرا بتمييز. وعلى الآخر إن كان مضافا، أو عليهما شذوذا لا قياسا، خلافا للكوفيين. وتدخل على الأول والثاني إن كان معطوفا ومعطوفا عليه، وعلى الأول إن كان مركبا. وقد يدخل على جزءيه بضعف، وعليهما وعلى التمييز يقبح.
ش: دخول حرف التعريف على العدد المفرد غير مفسر أو مفسرا بتمييز نحو خُذ المائة ودَع الألف درهما، وهذا على لغة من لا يضيف، عومل فيهما ذو الألف واللام معاملة المنون. ذكر ذلك ابن كيسان. وعليه ورد قول حذيفة رضي الله عنه "يا رسول الله أتخاف علينا ونحو ما بين الستمائة إلى السبعمائة" ومثال دخول حرف التعريف على الآخر إن كان العدد مضافا قول ذي الرمة:
وهل يَرجِعُ التسليمَ أو يكشفُ العمى ... ثلاثُ الأثافي والرسومُ البلاقِعُ
وقلت على الآخر ولم أقل على الثاني ليتناول ذلك ما تضمن إضافة واحدة

الصفحة 408