كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

إلّا بُداهةَ أو عُلا ... له سابحٍ نَهْد الجُزارهْ
ومنها قول الآخر:
سقى الأرضين الغيثُ سَهْلَ وحَزْنَها ... فنِيطتْ عُرى الآمال بالزَّرع والضَّرع
ومنها قوله:
بنو وبناتُنا كرامٌ فمن نوى ... مُصاهرةً فلْيَنْأ إن لم يكنْ كفُوا
ومنها:
يا مَن رأى عارِضًا أكَفْكفُه ... بين ذراعيْ وجَبْهةِ الأسَدِ
ومنها قول الآخر:
نعيمُ وبؤسُ العيشِ للمرءِ منهما ... نصيبٌ ولا بَسْطَ يدومُ ولا قَبْضُ
ولقلته في الناقص الدلالة جعلته فرعا، وجعلت الآخر أصلا. كل هذه الأمثله عطف فيها على المضاف مضاف إلى مثل المحذوف. وتقدير الأول: قطع الله يد مَن قالها ورجْل من قالها. وتقدير الثاني: إلا بداهة سابح أو علالة سابح. وتقدير الثالث: سهلها وحزنها. وتقدير الرابع: بنونا وبناتنا. وتقدير الخامس: بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد. وتقدير السادس: نعيم العيش وبؤس العيش.
وأحق هذه الأمثلة بالاطراد الثالث والرابع، لأن المحذوف فيها مدلول عليه بما [أضيف إلى مثل المضاف إليه المحذوف، ولم أقيّد] المحذوف بعامل المضاف فيدخل فيه ما المعطوف فيه غير مضاف نحو "إن أحدكم ليفتن في قبره مثلَ أو قريبا من فتنة

الصفحة 249