كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

الدجال" يعني مثل فتنة الدجال. ومثله قول الراجز:
بمثل أو أنفعَ من ويْل الديمْ ... علّقتُ آمالي فعمّتْ النِعَمْ
أراد بمثل ويْل الديم، أو أنفع من ويل الديم.
ونبهت بقولي "وكذا لو عكس هذا الآخر" على أنه لو جاء المضاف إليه بعد العاطف متروكا ما قبله على ما كان عليه قبل الحذف، كما فعل به قبل العطف في نحو: قطع الله يد ورجل من قالها، لكن هذا فيه استدلال بالآخر على الأول، وفي عكسه استدلال بالأول على ما حذف من الآخر. ومن شواهده قول أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه: "غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ثمانيَ" هكذا ضبطه الحفاظ في صحيح البخاري بفتح الياء دون تنوين. والأصل: أو ثمانيَ غزوات، فحذف المضاف إليه وبقي المضاف على هيئته التي كان عليها قبل الحذف. ومثله قول الشاعر:
خمسُ ذَوْدٍ أو سِتُّ عُوّضتُ منها ... مائةً غيْر أبْكُر وإفالِ
ويختص بعض الناقص الدلالة بتعويض التنوين مما كان مضافا إليه، فيبقى المضاف مع العوض على الحال التي كان عليها مع المعوّض منه من إعراب أو بناء. فالباقي على الإعراب ككل وأيّ في قوله تعالى (وكلٌّ أتوه داخرين) و (أيًّا ما تدعوا فيه الأسماءُ الحُسْنى) والباقي على البناء نحو يومئذ وحينئذ والأصل يوم إذ كان

الصفحة 250