كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

وإلى مقرون بما المصدرية كقول الشاعر:
ألا مَن مُبْلِغٌ عنّي تميمًا ... بآيةِ ما يُحبّونَ الطعاما
وإلى مقرون بما النافية كقول الشاعر:
ألِكْني إلى قومي السّلام رسالةً ... بآية ما كانوا ضِعافًا ولا عُزْلا
وفي هذا البيت دلالة على أنه لا حاجة إلى تقدير حرف مصدري بين "آية" والفعل المجرد كما زعم ابن جنّي في قول الشاعر:
بآية تُقْدمون الخيلَ شُعْثًا ... كأنّ على سنابكها مُداما
فزعم أنه أراد بآية ما تقدمون، وهو خلاف قول سيبويه. وكذا زعم ابن جني أن ما في قول الآخر:
بآية ما يحبون الطعاما
مصدرية. وجعلها سيبويه زائدة، ذكر ذلك في باب ما يضاف إلى الأفعال من الأسماء. ووجه الاستدلال بقول القائل:
بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا
أن "آية" فيه مضافة إلى فعل منفي بما، وتقدير ما المصدرية قبل ما النافية ممتنع فصحت إضافة آية إلى فعل مستغن عن ما المصدرية.
ويشارك آية في الإضافة إلى فعل متصرف مثبت لدن وريث، وهما أحق بذلك من آية. أما لدن فلأنها تدل على مبدأ الغاية زمانا أو مكانا، فإذا دلت على المبدأ

الصفحة 259