كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

الزماني فمجراها مجرى أسمائه المبهمة ليس ببدع، فمن ذلك قول الشاعر:
لزْمْنا لدُنْ سالمْتمونا وِفاقَكم ... فلا يكُ منكم للخلاف جُنوحُ
وقد تتوسط "أن" بينها وبين الفعل زائدة أو مصدرية، كقول الشاعر:
وليتَ فلم تقطع لدُنْ أنْ وَليتَنا ... قرابةض ذي قربى ولا حقَّ مُسْلِم
وأما "ريث" فهو مصدر راث يريث، إذا أبطأ، فعومل في الإضافة إلى الجمل معاملة أسماء الزمان في التوقيت. ومن إضافة ريث إلى الجملة قول الشاعر:
خليليّ رفْقا ريثَ أقضى لُبانةً ... من العَرصات المذكراتِ عُهودا
وقد تتوسط بينه وبين الفعل "ما" زائدة أو مصدرية، كقول الشاعر:
مَحْياه مُحَيّاه حين يلقى ... ينالُ السُّؤل راجيه رَيْثما يتسَنّى
وعلى كل حال في إضافة الثلاثة إلى الجمل شذوذ، لتساويها في استبدادها بالإضافة إلى الجمل دون النظائر، كاستبداد "آية" دون علامة، وكاستبداد "لَدُن" دون لدى وعند، وكاستبداد "ريث" دون بطء ولُبْث. وقد تتوسط "أن" بين حين والجملة كقول أوس بن حجر:
وجالت على وحشيها أم جابر ... على حين أن نالوا الربيع وأمرعوا
وأشذ من إضافة الثلاثة إضافة "ذي" بمعنى صاحب إلى مضارع "سلم" مسندًا إلى المخاطب بعد اذهب، في قولهم: "اذهب بذي تسلم"، وفي التأنيث: اذهبي بذي تسلمي، واذهبوا بذي تسلموا، واذهبْنَ بذي تسْلمْنَ. وقالوا أيضا في القسم: لا بذي تسلم ما كان كذا. حكاه ابن السكيت – رحمه الله – وقد اتفقت هنا الإضافة إلى الفعل لفظا وإلى المصدر تقديرا إن كان مضافا إلى جملة مقدر

الصفحة 260