كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

وقد تكون أربعة أسماء مضاف أولها إلى موصوف بثالث مضاف إلى رابع، فيحذف الثلاثة ويكتفي بالرابع، كقول الشاعر:
طليقُ اللهِ لم يَمْنُنْ عليه ... أبو داوُدَ وابنُ أبي كثير
أو الحَجّاجُ عَيْنَيْ بنتِ ماءٍ ... تُقَلِّبُ طرْفَها حَذَر الصُّقورِ
أراد: أو الحجاج صاحب عين مثل عيني بنت ماء، فحذف الأول والثاني والثالث الموصوف به الثاني، وأقام مقام الثلاثة الرابع.
وقد تكون أربعة أسماء مضاف أولها إلى ثانيها، وثانيها إلى ثالثها، وثالثها إلى رابعها، فيحذف الأول والثالث، ويبقى الثاني والرابع قائمين مقامهما فيما كان لهما من الإعراب، كقول الشاعر:
أبَيْتُنَّ إلا اصطيادَ القلوب ... بأعين وَجْرَةَ حينا فحينا
أراد: مثل أعين ظباء وجرة، فحذف الأول والثالث، وأقام مقامهما الثاني والرابع، ومثله قول أبي ذؤيب:
فإنَّك منها والتَّعَذُّرَ بعدما ... لَجِجْتَ وشَطَّتْ من فُطَيْمةَ دارُها
لَمِثلُ التي قامتْ تُسَبِّع سُؤرَها ... وقالت حرامٌ أنْ يُرَجَّل جارُها
أراد: قامت تسبع ذا سؤر كلبها، ففعل مثل ما فعل قائل البيت الأول.
وإلى هذا النوع أشرت بقولي: وقد يقام مقام مضاف محذوف مضاف إلى محذوف قائم مقامه رابع. ثم أشرت إلى أن أصل: (من أثر الرسول) من أثر

الصفحة 269