كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

شواهد بدل البعض قول الشاعر:
وهمْ ضربوكَ ذات الرأس حتى ... بدت أمُّ الدِّماغ من العظام
ومنه قول الآخر:
رأتني كأفحوص القطاة ذؤابتي ... ... يشتهيها
ومن شواهد بدل الاشتمال قول الشاعر:
ذريني إنّ أمركِ لن يُطاعا ... وما ألْفيتِني حِلمي مُضاعا
ومنها قول رؤبة:
أقْحَمني في النَّفْنف النَّفْناف ... قولُك أقوالا مع التِّحْلاف ... فيها ازدِهافٌ أيَّما ازدِهاف
وقولي: يسمى البدل بدل إضراب أو بداء إن باين الأول مطلقا وقصدا" نبهت به على أن من البدل ما يجرى مجرى المعطوف ببل، كقولك: أعط السائل رغيفا درهما، أمرت له برغيف، ثم رق قلبك عليه. فأضربت عن الرغيف، وأبدلت منه الدرهم، وهذا النوع مقصود فيه الأول والثاني كالناسخ والمنسوخ، ولو جعل بينهما بل لكان حسنا، ولكن يزول عنه ببل إطلاق البدل، لأن البدل تابع بلا متبع. وبدل البداء كبدل الإضراب لفظا ومعنى.
وقولي: "إن باين الأول مطلقا" أشرت به إلى أن البدل كله مباين بوجه، فبدل الكل مباين لفظا موافق معنى. أو متحدان لفظا متباينان معنى بزيادة بيان، كقراءة

الصفحة 336