كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

يعقوب: (وترى كلَّ أمة جاثية كلَّ أمة تدعى إلى كتابها).
وبدلا البعض والاشتمال متباينان لفظا ومعنى، لكن بينهما وبين متبوعهما ملابسة تجعلهما في حكم المتحدين، فالمباينة فيما بينهما مقيدة لا مطلقة، بخلاف بدل الإضراب فإنه مباين لفظا ومعنى، ولا ملابسة بينه وبين المتبوع، فكان التباين بينهما مطلقا لا مقيدا.
وإن كان الأول عاريا من القصد كقولك وقد رأيت زيدا لا عمرا: رأيت عمرا زيدا، فبدل غلط وذكر بل أيضا هنا حسن.
ويختص بدلا البعض والاشتمال بإتباعهما ضمير الحاضر كثيرا نحو:
ألفيتني حلمي مضاعا
ويختصان أيضا بتضمنهما ضميرا عائدا على المبدل منه نحو: ضربت زيدا رأسه، وأعجبتني الجارية حسنها. وقد يستغنى عن لفظ الضمير بظهور معناه نحو: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) وقول الشاعر:
لقد كان في حول ثواءٍ ثويتَه ... تُقَضَّى لُباناتٌ ويسأمُ سائمُ
ويجوز البدل بالألف واللام كقولك: ضربوك ذات الرأس. ومنه على أحد الوجهين قوله تعالى: (جناتِ عدْنٍ مُفَتَّحةً لهم الأبوابُ) ومنه قول الراجز:
غمرتَ بالإحسان كلّ الناس ... ومنْ رجاك آمِنٌ مِنْ ياس
ومن الاستغناء عن الضمير بالألف واللام قوله تعالى: (قُتِل أصحاب

الصفحة 337