كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

وقد يكون مصحوباهما فعلين لفاعلين متباينين، كقول حسان رضي الله عنه:
ما أبالي أنَبَّ بالحَزْن تَيْسٌ ... أم جفاني بظهر غَيْب لئيمُ
وقد يكون مصحوباهما جملتين ابتدائيتين كقول الشاعر:
ولستُ أبالي بعد فقديَ مالكا ... أموتي ناءٍ أم وهو الآن واقعُ
ومثله:
لعَمْرُك ما أدري وإن كنت داريا ... شُعَيْثُ ابن سهم أم شُعَيْت ابنُ مِنْقَر
فهذه الأبيات شواهد على وقوع أم المتصلة بين جملتين، إذ كان المعنى معنى أي، وابن سهم وابن منقر خبران لا صفتان، وحذف التنوين في شعيث على حد حذفه في قول الشاعر:
عمرُو الذي هَشَم الثَّريد لقومه ... ورجالُ مكَّة مُسْنِتُون عِجافُ
وخرج بقولي: "صالح موضعها لأي" أم المسبوقة بهمزة صالح موضعها اللنفي، كقوله تعالى: (ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها) فأم في هذه المواضع الثلاثة منقطعة، لأنها لا تصلح لأي. وكذا إذا كان معنى ما هي فيه تقريرا، كقوله تعالى: (أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون) وكقول الشاعر:

الصفحة 360