كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

قلت: ومن مجيء أو للتخيير قوله تعالى: (فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة) ومن مجيئها للإباحة قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن) إلى (أو الطفل) ومن علامات التي للإباحة استحسان وقوع الواو موقعها، ألا ترى أنه لو قيل: ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن وآبائهن وآباء بعولتهن لم يختلف المعنى. ومنه: جالس الحسن أو ابن سيرين، أي جالس الصنف المبارك الذين منهم الحسن وابن سيرين فلو جالسهما معا لم يخالف ما أبيح له. والاعتماد في فهم المراد من هذا الخطاب على القرائن.
ومن معاقبة أو الواو في عطف المصاحب قول الشاعر:
قومٌ إذا سمعوا الصَّريخَ رأيتهم ... من بين مُلْجِم مُهْرِه أو سافعِ
ومثله:
حتى خَضَبْتُ بما تحدَّر من دمي ... أكْنافَ سَرْجِي أو عنانَ لجامي
ومثله:
فظَلْتُ وظلّ أصحابي لديهم ... غريضُ اللحم نيءٌ أو نضيج
فأو في هذه المواضع بمعنى الواو التي للمصاحبة. ومن أحسن شواهد هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اسكن فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد" وقول ابن عباس رضي الله عنه: "كل ما شئت، واشرب ما شئت ما أخطأك اثنتان:

الصفحة 364