كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

سرف أو مخيلة".
ومن معاقبة أو الواو في عطف المؤكد قوله تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) وقوله تعالى: (من يكسب خطيئة أو إثما) ومنه قول الشاعر:
حواسر مما قد رأت بعيونها ... تفيض بها أو لا قليل ولا نزر
وإذا وقع نهي أو نفي قبل أو كانت بمعنى الواو مردفة بلا، فمثال ذلك مع النهي قوله تعالى: (ولا تُطِعْ منهم آثما أو كفورا) ومثال ذلك مع النفي قوله تعالى: (ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أوبيوت آبائكم) إلى (أو صديقكم) أي: ولا تطع منهم آثما ولا كفورا، ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم ولا بيوت آبائكم.
ص: والمعنى مع إمّا شك أو تخيير أو إبهام أو تفريق مجرد، وفتح همزتها لغة تميمية، وقد تبدل ميمها الأولى ياء، وقد يستغنى عن الأولى بالثانية، وبأو عن وإمّا، وربما استغنى عنها بو إلا، وربما استغنى عن واو وإما، والأصل إن ما، وقد تستعمل اضطرارا.
ش: تجيء إما للشك نحو: لزيد من العبيد إما تسعة وإما عشرة. ومجيؤها للتخيير كقوله تعالى: (إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا) ومجيؤها للإبهام كقولك- وأنت عالم بمن لقيت – لقيت إما زيدا وإما عمرا. ومجيؤها للتفريق المجرد كقوله تعالى: (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) ومنه قول

الصفحة 365