كتاب شرح التسهيل لابن مالك (اسم الجزء: 3)

وإلا فاطَّرِحني واتَّخِذْني ... عدُوًّا أتقيك وتتقيني
وقد تحذف الواو التي قبل إما في الشعر كقول الراجز:
لا تُفْسِدوا آبالكم ... أيمالنا أيمالَكمُ
أراد: إمالنا وإمالكم، ففتح الهمزة، وأبدل الميم التي تليها ياء، وحذف الواو، كما قال الشاعر:
أيما إلى جنة أيما إلى نار
وأصل إما: إن فزيدت عليها ما، وقد يستغنى في الشعر بإن كقول الشاعر:
وقد كَذَبتْك نفسُك فاكذِبَنْها ... فإنْ جزعا وإنْ إجمال صبر
أراد: فإما جزعا، وإما إجمال صبر. ومثله في رأي سيبويه قول النمر:
سقته الرواعد من صيف ... وإنْ من خريف فلن يعدما
قال سيبويه: أراد: إما من صيف، وإما من خريف، فحذف إما الأولى، واقتصر على الثانية بعد حذف ما. وقال الأصمعي: إن شرطية، والتقدير: وإن سقته من خريف فلن يعدم ريا. وقال غيره: إن زائدة، التقدير: سقته الرواعد من صيف ومن خريف.
ص: والمعطوف ببل مقرر بعد تقرير نهي أو نفي صريح أو مؤول، أو بعد إيجاب لمذكور موطأ به أو مردود أو مرجوع عنه. وقد تكرر بل رجوعا عما ولى المتقدمة، وتنبيها على رجحان ما ولى المتأخرة. وتزاد "لا" قبل "بل" لتأكيد التقرير وغيره.
ولكن قبل المفرد بعد نهي أو نفي كبل.
ويعطف بلا بعد أمر أو خبر مثبت أو نداء.

الصفحة 367